كم له من مساع محمودة، ومقامات مشهورة
  ٱلۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِيَ خَيۡرٗا كَثِيرٗاۗ}[البقرة]، «اللَّهُمَّ اجْعَل الْعِلْمَ في عَقِبي، وعَقِبِ عَقِبي، وزَرْعِي وَزَرْعِ زَرْعِي».
كَمْ له من مَسَاعٍ محْمُودَة، ومقاماتٍ مَشْهُورَة
  نعم، وكَمْ له من مَسَاعٍ محْمُودَة، ومقاماتٍ مَشْهُورَة، ومصالح مَسْطُورة، وشفاعات مقبولة، وخُلاصَةُ الأمر أنه لا يزال بين العلم والعمل، والدرس والتدريس، والذّكْرِ والفِكْرِ، ومَقَامُه الشريف يَغَصُّ بمَنْ فيه من عَالِمٍٍ مُسْتَزِيدٍ، وطَالِبٍِ مُسْتَفِيدٍ، وزَائِرٍ مُتَبَرّك، ومُسْتَنْجِدٍ من دَهْره العَنُودِ، ومُسْتَعْدٍ على خَصْمِهِ اللَّدُودِ، ومُسْتَنْصِرٍ من ظَالِمِهِ الكَؤُودِ، فيَؤُوبُ كلٌّ بما طَلَبَ، ويَحْظَوْنَ بالزيادة والإفادة، والرَّفادَةِ والسَّلامة، والعِزّة والكَرَامَةِ، لا مانعَ لما أَعْطَيْتَ يا ربّ، ليس على الله بمُسْتَنْكَرٍ ...
  وهذه قصيدة مني إليه كإشادة بسيطة ببعض صفاته:
  كَشَطَ البؤوسَ وجودُه وحنانُهُ ... وَوَشَى الطُّرُوسَ يَرَاعُه وَبَيانُهُ
  يُغْضَى لِهَيْبَتِهِ وعِظْمِ جَلَالِهِ ... وَيُبَدِّدُ البَصَرَ الحَدِيدَ عيانُهُ
  تَتَضَاءَلُ العَزمَاتُ مِنْ أَهْلِ الشَّقَا ... أَذْرَاعُهُنَّ سِنَانُه وَلِسَانُهُ
  هَذا وذَاكَ تَسَرَّعَا لِمَنَاصِبٍ ... لِبَنِي البَتُولِ يَرُوقُهُ عَسَلانُهُ
  يَوْمَاهُ يوم قِرَى ويوم قراءةٍ ... وغِذَاهُ ما يَلْتَذُّهُ عِرْفانُهُ
  وإليه سَلَّمَتِ القِيَادَ فطاحلٌ ... لما اسْتَوَى فَوْقَ السُّهَا إِيوَانُهُ
  ما إنْ رأيتُ ولا سَمِعْتُ بِمِثْلِهِ ... أَقْوَى وأَمْضَى حُجَّة بُرْهَانُهُ
  ولَهُ الفَوَاضِلُ والفَضَائِلُ والنَّدَى ... والْمَكْرُمَاتُ ملاكُهَا جُثْمَانُهُ