ما كتب على ضريحه المقدس
  الشَّمْسُ وَدَّتْ لَوْ تَشُدُّ رِحَالَهَا ... وَتَزُورُ قَبْرَكَ، وَالْكَواكِبُ وَالْقَمَرْ
  وَالشَّوْقُ سَاقَ النَّاسَ نَحْوَكَ كَي يَزُو ... رُوا مَا تَرَاكَمَ مِنْ عَجَائِبِكَ الْغُرَرْ
  حَيْثُ الْجَزَاءُ مُظَلّلٌ لِلزَّائرِيـ ... ـنَ وَوَعْدُ رَبِّي قَدْ مَضَى فِيهِ الْقَدَرْ
  وَعَلَيْكَ سَلَّمَ رَبُّنَا بَعَدَ النَّبِيْـ ... ـيِ، وآلِهِ الأَطْهَارِ سَاداتِ الْبَشَرْ
  هاهنا اختفَتْ مَعَالِمُ الخِلَافةِ والوَصِيَّة، والدَّعوةِ المحمديَّة، وأَلقى عَصاهُ هنا رأَسُ العِترة، وإمامُ الفَتْرَة، ولبُّ اللباب، وخليفةُ النَّبيِّ والكتابِ، وسَكَنَتْ هنا شَقاشِقُ الحِكْمَةِ والعبقريَّة، واسْتَرَاحَ هنا كَاهلُ الدِّينِ الأَعظم، وسَنامُهُ الأَفخم، بعد أنْ تربَّعَ عَلَى عَرْشِ الدِّينِ والعِلْم، وأَخَذَ بزِمَامِ سُلطانِ العِلْمِ ودَوْلتِهِ أَكثرَ من نِصْفِ قَرْنٍ، فجدَّد اللَّهُ به مَعالِمَ الدِّينِ وشَرائعَه، وأَحيا به ما مَاتَ، وَرَدَّ بسَعْيِهِ ما فَاتَ، فهو خِيرَةُ اللَّهِ في الْقَدَرِ الماضي، وصَفْوَتُهُ لتجديدِ الدِّينِ في رأَسِ هذا الْقَرْن، {ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ٢١}، فسلامُ اللَّه عليكَ يا من زَاحَمْتَ بِمَنْكبَيْكَ الكَواكِبَ، ونَطَحْتَ بهامَتِكَ النُّجُومَ الثَّوَاقِبَ، وبَلَغْتَ الْغَايةَ الْقُصْوَى في الْمَكَارِمِِ والْفَضَائِلِ والمناقِبِ، والسَّلامُ عليكَ يا مَنْ أَسْلَسَتْ له كلُّ الْعُلُومِ قِيادَها، وأَسْلَمَتْ إليه الحِكْمَةُ والعبقريَّةُ زِمَامَها، ورَكَعَتْ له أَسْفارُ الْمَعَارِفِ، وسَجَدَ له عِلْمُ اللسَانِ، وخَدَمَهُ عِلْمُ البَلاغَةِ والبَيَانِ،