صفته الخلقية والخلقية
صفته الخَلْقِيَّة والخُلُقِيَّة
  صفة مجد الآل الخَلْقِيَّة: طَوِيلُ القَامَةِ، إلى الاعْتِدَالِ أَقْرَب، بَيْنَ النَّحَافَةِ والسِّمَن، أَقْنَى الأَنْفِ، أبْلَج الوَجْهِ، أَزَجّ العَيْنَينِ، أَقْرَبُ إلى شُهْلَةٍ، تَامّ اللحْيَةِ مع خِفَّةٍ في العَارِضَين، لا عَاهَةَ به أَبَداً، صَحِيحُ الأَطْرَافِ، سَلِيمُ الحَواسِّ، كان يَعْتَرِيه مَرَضٌ في أُذُنَيْهِ لا يُخِلّ بِسَمْعِهِ أَبَداً.
  صِفَتُهُ الخُلُقِيَّة: حَسَنُ الأَخْلاقِ، ليِّنُ الجَنَابِ، لَطِيفُ الشَّمائِلِ، مُتَواضِعٌ سَهْلُ الطَّبِيعَةِ، يَعْتَرِيهِ بَعْضُ نَزَقٍ حيث يَسْمَعُ بأَحَدٍ يَتَعَدَّى حُدُودَ الله، أو يُخَالِفُ أَوَامِرَ الله، لا تَأْخُذُهُ في اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ.
  لم يَكُنْ مُتْرَفاً، ولا مَشْغُولاً بالرَّفَاهِيَّةِ؛ لأنه نَشَأَ في الزُّهْدِ والعِفَّةِ، لا فَقِيراً فَقْراً مُدْقِعاً يَزْدَرِيهِ الأرَاذِلُ فيُخْلِقُ وَجْهَهُ لأَحَدٍ منهم، ولا مُثْرِياً ثَرَاءً مُبْطِراً كَمَنْ نُشاهِدُهُ من أَبْنَاءِ الدنيا الذينَ هَمُّهم المأْكُولُ والمشْرُوبُ، والرَّوحُ والرَّاحَةُ.
  يَقْنَعُ من الزَّاد بما يُقِيمُ صُلْبَه، غَير شَرِهٍٍ ولا نَهِمٍ، ولا مُبالٍ بما يَفْتَتِنُ به أَبْنَاءُ الزَّمانِ من اللحمِ السَّمِينِ والطَّعامِ الأَنِيقِ كالشَّوْي والسَّبَايا الذَيْن هما بِعَصْرِنَا مَشْهُورُ الْمَخْبُوزَاتِ، لا يُبَالي بالزَّمَانِ، ولا يَهُمُّهُ اكْتِسَابُ الدِّرْهَمِ والدِّينَارِ، وحقَّ له أنْ يَتَمَثَّل له بقَوْلِ جَدِّهِ علي #:
  وما هِيَ إلا جَوْعَةٌ قَدْ سَدَدْتُها ... وكُلُّ طَعَامٍ بينَ جَنْبَيْكَ وَاحِدُ