في رحاب سيرة الإمام المجدد للدين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي (ع)،

إبراهيم بن مجدالدين المؤيدي (معاصر)

مؤلفات الإمام الحجة/ مجدالدين المؤيدي #

صفحة 26 - الجزء 1

  حِكَمٌ سَحَابَتُها خِلالَ بَنَانِهِ ... هَطّالَةٌ وقَلِيبُها مِنْ قَلْبهِ

  كالرَّوْضِ مُؤْتَلِقاً بحُمْرةِ نَوْرِهِ ... وبياضِ زَهْرَتِه وخُضْرة عُشْبِه

  حَلَّلَتْ وأَبْرَمَتْ، وأَوْجَبَتْ وسَلَبَتْ، مع قُوَّةٍ في الحَبْكِ، ومَهَارَةٍ في السَّبْكِ، عُقُودٌ مَنْضُودَة، ودُرُوعٌ مَسْرُودَةٌ، مَوَادُّها كِتَابُ الله وسُنَّةُ رَسُولهِ، ومَوْضُوعَاتُها تِبْيَانُ الحقِّ وجِيلِهِ، حُدُودُها تَكْشِفُ عن تِلْك المعَالِم، ورُسُومُها تُزِيلُ التَّشْكِيكَ فيها والمزَاعِمِ، رَفَعَتْ المرْتَفِعَ، وَوَضَعَتْ المتَّضِعَ، ما بَيْنَ تَقْرِيبٍ وتَبْعِيدٍ، وتَصْوِيبٍ وتَصْعِيدٍ، بِمَنْطِقِهَا الجزْلِ، وحُكْمِها الْعَدْلِ.

  لَمْ تَدَعْ لِذِي الدَّاءِ الدَّوِيِّ نَقَاهَةً ولا إِبْلالاً، ولا لِأَلَدِّ الخُصُومِ مُنْطَلَقاً ولا مَجَالاً، وَقَفَتْ لهم بِالْمِرْصَادِ، وَلَذَعَتْهُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ، رَمَتْهُمْ بِثَالِثَةِ الأَثَافِي، وَنَسَفَتْ آثَارَهُمْ في الْفَيَافِي، صَبَّتْ عليهم حَمِيمَ الانْتِقَادِ، وأَلْزَمَتْهُمْ الاسْتِسْلَامَ والانْقِيَادَ، رَغَمَ التمرُّدِ والعِنَادِ، شعر:

  إذا غَضِبَ الْفَحْلُ يَوْمَ الْهِيَاجِ ... فَلَا تَعْذُلُوهُ إذَا مَا هَدَرْ

  غيره:

  وَمَا السُّمْرُ عِنْدِي غَيْرُ خَطِّيَّةِ القَنَا ... ومَا البِيضُ عِنْدِي غَيْرُ بِيضِ اللّهَاذِمِ

  غيره:

  في كُلِّ مَنْبَتِ شَعْرَةٍ مِنْ جِسْمِهِ ... أَسَدٌ يمُدُّ إلى الْفَرِيسَةِ مِخْلَبَا