في رحاب سيرة الإمام المجدد للدين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي (ع)،

إبراهيم بن مجدالدين المؤيدي (معاصر)

وللسيد العلامة/ محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله تعالى

صفحة 33 - الجزء 1

وللسيد العلامة/ محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله تعالى

  

  الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين - وبعد:

  فقد تبلَّجَتْ بِلَوَامِعِ الأنوارِ بُرُوجُ الحقِّ وفِجَاجُهُ، وتَجَلَّى بِوَهَجِ نُورِهَا لُجَاجُ البَاطِلِ واعْوِجَاجُهُ، وَلَقَدْ تَتَبَّعَتْ لَوَامِعُ الأَنْوَارِ شُبَهَ الْمُبْطِلِينَ فَدَمَغَتْها، ورجَعَتْ إلى ما تَسرَّبَ منها بينَ الأَصْحَابِ فأَحْرَقَتْها ونَسَفَتْها، ولم تَدَعْ لِلْمُبْطِلِينَ مَسْلَكاً إلا رَدَمَتْه، ولا بَاباً إلا أَغْلَقَتْهُ، ثُمَّ رَمَّمتْ ما اسْتَرَمَّ مِنْ مَعَاهِدِ الحَقِّ، وَشَيَّدَتْ ما انْهَدَمَ من بُنْيانِهِ، وأَظْهَرَتْ من الحَقِّ ما خَفِيَ، وذَكَّرَتْ بما نُسِيَ، وأعَادَتْ منه ما تَزَلْزَلَ إلى مَكَانِه، ورَفَعَتْ منه ما حُطَّ إلى مقَامِهِ، فخَرجَ الحقُّ على النَّاس في زِينَتِهِ، وَظَهَرَ عليهم في كَامِلِ حِلْيَتِه التي حَلَّتْه بها الأقَدَارُ، وصَنَعَها له بعِلْمِه الملِكُ الجبَّارُ.

  وحَقّاً أَقُولُ: إنَّ الحقَّ لم يَبْرُزْ قبلَ لوامعِ الأنوارِ بهَوِيَّتِه الكَامِلَةِ وشَخْصِيَّتِهِ التي هو عَلَيْها بِذَاتِها وَصِفَاتِها كما أبْرَزَتْهُ لَوامِعُ الأَنْوارِ.

  وقد زادَ الحقَّ بهاءً وجمالاً توفرُ أُمُورٍ:

  ١ - أنّ مُصَنِّف لَوَامِعِ الأَنْوار رَأْسُ الزيديّة وعالِمُها، الذي أَذْعَنَ العلماءُ لِفَضْلِهِ في العِلْمِ عليهم وتَقَدُّمِهِ فيهم؛ مُتَسالِمِينَ على ذلك مُعْتَرِفِين به.