وللسيد العلامة/ محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله تعالى
  وقد تَقَدَّمَ مع ذلك على غيره وسَبَقَهُم في مَكارِمِِ الأخْلاقِ وفضائلها، وكانَ المثلَ الأعلى والصّورَةَ الحيَّةَ التي كان عليها النبيُّ ÷ وعليٌّ والحسنان وزَيْدٌ والقاسِمُ والهادي و ... و ... إلخ
  وقد أَدْرَكَ رَحْمَةُ الله عليه منَازلَ الأئِمّةِ ولَحِقَهُم فيها، فبرَزَ بنفسِه وقارَعَ المبطلينَ وصَدَّ هَجَماتِهم، ورَفعَ رَايةَ الحقِّ ودعا إليها، ونَشَرَ الدِّين على كَثْرَةِ الأَعْداءِ.
  ٢ - أنَّ قارِئَ لوامعِ الأنوارِ المتأمِّلَ في قِراءتِه يُدْرِكُ بفِكْرِهِ ويَلْمَسُ بفَهْمِهِ أنَّ ذلك الذي يقرَؤُهُ خَرَجَ من قَلْبٍ ناصحٍ شفيقٍ، تكادُ سُطُورُهُ أن تَعْصِرَ أجْفَانَها حُزْناً على ما يَلْحَقُ الأُمَّةَ من الضَّلال والفِتَنِ.
  ٣ - أنَّ القارِئَ للوامعِ الأنوارِ يجدُ من القُوَّةِ الفعَّالة في نفسه ما لا يَجِدُهُ في غيره، فكأنّه يَقْتَلِعُ العبارةَ من صَخْرٍ ويَقْذفُ بها في ذِهْنِ القارئ والسامع، وكلُّ جملة من أوّلها إلى آخرها تحملُ هذه القوّة.
  وما ذلك إلا لحصولِ:
  أ - بَلاغةِ المؤلِّفِ ورُسُوخُ قدَمِه في عِلْمِ البيان وعلوم اللغة.
  ب - عنايةِ الله تعالى وإمدادِه للمؤلِّف رحمة الله عليه ليُخْرِجَ للناس حُجَّتَه ويُبيّنها لهم حيث أنّ الحقَّ كادَ أن ينطمسَ أو يُنْسى، وحيث أنَّ الحقّ كان قد شِيبَ بالباطل.