كتاب عيون المختار من فنون الأشعار والآثار
كتاب عيون المختار من فنون الأشعار والآثار
  لما ارْتَحَلَ الإمامُ الحجّة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي # إلى لندن للعلاج عام ١٣٨٩ هـ لم يُنْسِهِ مَرَضُهُ الهدَفَ الذي يَعِيشُ من أَجْلِهِ، ولا مَنَعَتْهُ عِلّتُه عن تَصَفُّحِ أسْفَارِ العلوم، لأنه - كما هو معروف عنه - شِفَاءُ عِلَّته النّظرُ في الكتب ومُتْعَةُ حَياتِه مُدَاعَبَةُ أبكارِ المسائِلِ، فقَضَى وَقْتَهُ بين رُفُوفِ المكتبة العِمْلاقة في المتحف البريطاني يتنَقّل بين أقسامها كالنَّحْلة ليَمْتَصَّ رَحِيقَ أزهارِها، ولِعُلوّ همَّتِهِ وشِدَّةِ تَثَبُّتِهِ لم يكْتَفِ بالنَّظَرِ بل اسْتَنْسَخَ ما قَدَرَ عليه، وكان مما دَوّن جملةً من لَطَائِفِ القَصَائِدِ ودُررِ الأَخْبَارِ والأشْعَارِ.
  وبعدَ رجُوعِهِ إلى اليمن رأى أن يُفْرِدَ كتاباً يجمَعُ فيه نُبْذَةً من تلك القصائد والأخبار، ويضيف إليها من مخزون عِلْمِه الجمِّ ما يزيدها نَضَارَةً وفائدة، ثم ضمَّنَها هذا الكتاب الذي سمَّاه: عيون المختار من فنون الأشعار والآثار.
  قال فيه والدنا الإمام الحجّة/ مجدالدين المؤيدي #: فإنّه لما لزم الارْتِحَال إلى لندن لقَصْدِ المعالجة بعد أنْ تَطَاوَلَتْ مُدَّةُ الآثارِ، وقد نَدَبَ الشرعُ الشريف إلى التداوي في صحيحِ الأخْبَارِ، وكان دخول المستشفى بلندن يوم السبت أوَّل شهر ربيع الأول سنة ١٣٨٩ هـ ثم كان العَوْدُ بعد الوصول إلى ألمانيا يوم الأحد ٢٥ جمادى الأخرى، وكان الوصول إلى جدّة ليلة الاثنين ٢٦، فقد طالت المدَّةُ وأكْثَرُها بلندن لِضَرُورَةِ المعالجة والحمد لله تعالى على