مذاكرات ومراجعات علمية وتاريخية بلندن
  محلّها، ولا يُجْهَلُ مكانُها عند أهل الاطِّلاع من علماء الأنام.
  عمدتُها في الدِّين: الكتابُ، والسُّنَّة، وإقامة أركان الإسلام، والدعاء إلى الخير، والأَمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر، والجهاد للظالمين، ومُنَابَذَة المعتدين، وهذا هو أعظم مميزاتها - أعني الخروج على أئمة الظلم والفساد -، فهي مختصَّةٌ بذلك، كما نَصَّ عليه علماءُ الأُمَّة، وكما تَحكيه كتبُ التَّاريخِ المنصِفَةُ التي لا تُصَانِعُ المنكرين للحقِّ والحقيقة، إرضاءً لأَربابِ السياسة.
  ولم تَزَلْ تُجَاهِد بين يدي أئمةِ الحَقِّ، وقادة الخلق، ودعاةِ الخير من أهل بيت الرسول الأمين صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطاهرين، من أَيامِ إمامِهَا الأعظمِ الإمامِ الوليِّ بنِ الولي زيدِ بن عليٍّ سيِّد العابدين بن الحسينِ السِّبْطِ ريحانةِ رسولِ الله ÷ وسَيِّدِ شبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ بنِ أميرِ المؤمنين عليِّ بنِ أبي طالب $، قد مَلأت أَسْمَاعَ أهلِ الدنيا بجِهَادِها للظالمين المتغلبين الجائرين من الأُمويَّة والعباسيَّة وغيرِهم، حتَّى طَهَّرَتِ اليمنَ المشهودَ له بالإيمانِ والحِكْمَة، والحرمين تارةً، وتارةً يَغْلِبُ عليهما غيرُهُم، والحجاز كذلك، والمغرب، ولكنَّها لم تَظهرْ كلّ الظُّهُورِ ويستقر أَمْرُهَا إلَّا في اليَمَنِ والجِيلِ والدَّيْلَم، ببركة الإمامين المجدِّدين للدين الهادي إلى الحقِّ يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، والإمامِ النَّاصرِ للحقِّ الحسنِ بن علي بن الحسن بن علي بن