مذاكرات ومراجعات علمية وتاريخية بلندن
  عُمَرَ بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، وكلُّ هذا مما شَهِدَ به التَّاريخُ، وعلماءُ الأمَّة، كابن حَجَر في فتح الباري شرح البخاري(١)، فإنَّه شَهِدَ للإمامِ الهادي إلى الحقِّ # وأئمة العترة في اليمن بما هو مسطور، وفَسَّر بهم الخَبَرَ النَّبويَّ: «لَا يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ مِنْهُم اثْنَانِ».
  وكما شهد محمد بن جرير الطبري في تاريخه الكبير(٢) للإمام الناصر الأطروش، وأنه لم يسمع الناس مثل عدله وإقامته للحق.
  وقد أَصْلَحَ الله تعالى على يدي الإمام الهادي اليمن، وأَظْهَر فيه التوحيدَ والعَدْلَ، وَمَلأهُ بالعِلْمِ، وأَحيا فيه الكتابَ والسُّنَّةَ، وأَسَّسَ ولايةَ الحَقِّ من آل محمدٍ عليه وعليهم الصلاة والسلام، وَفَتَحَ على يَدِ الإمام الناصر الجيلَ والدَّيْلَم، وأَسْلَمَ على يديه ألف ألف - أي: مليون - ممن كانوا يعبدون الشجر والحجر(٣)، وملأه كذلك بالهدى ودين الحق.
  وممن سَجَّل ذلك من علماء التاريخ الْمِزِّيُّ في تهذيب
(١) فتح الباري شرح البخاري (١٣/ ١٤٧)، (كتاب الأحكام)، ط: (دار الكتب العلميَّة).
(٢) تاريخ الطبري (٥/ ٦٧٩)، ط: (دار الكتب العلمية)، قال: «ولَمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَ عَدْلِ الأطْرُوشِ وَحُسْنِ سِيْرَتِهِ، وَإقَامَتِهِ للحَقِّ».
(٣) كما قال السيد الإمام صارم الدين الوزير # في بسَّامَتِهِ:
وَكَانَ إسْلَامُ جِسْتَان عَلَى يَدِهِ ... فِي ألفِ ألْفٍ مِنَ العُبَّادِ لِلْحَجَر