مذاكرات ومراجعات علمية وتاريخية بلندن
  الكمال(١)، والمقريزي الشافعي في الخطط والآثار، ومحمد بن أبي بكر العامري المحدث الكبير في الرياض المستطابة(٢)، والدامغاني في رسالته التي عدد فيها الفرق، وما نقم على كل فرقة، وقد شهد أنَّ الزيدية أتقى الفرق، ونقم عليهم أشياء، الأمر فيها كما قيل:
  وَلَا عَيْبَ فِيهِمْ غَيْرَ أَنَّ سُيُوفَهُمْ ... بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاعِ الْكَتَائِبِ(٣)
  وَذَكَرَ تشدّدهم في شروط الإمامة، ومُبَالَغَتهم في التطهّر، وقولهم بعَدَمِ الشفاعة للفسَّاق، ونحو ذلك، وأمرهم أَوْضَح من أن يخفى.
  وإنما ضَربَ الستارَ بينهم وبين إخوانهم فيما بَعُدَ من أقطار الأرض الدولُ الْمُتَغَلِّبةُ المنابِذَةُ لهم كما أشرنا إلى ذلك سابقاً. انتهى السؤال الأوّل وجوابه.
  السؤال الثاني: مَنْ هو إمامُ الزيديّة الذي يُنْسَبُونَ إليه؟
  فقلت: الجواب عن هذا السؤال هو ما أجاب به الفرزدق على السؤال عن أبيه(٤) زين العابدين إزاء الكعبة المشرّفة، وقد مَنَعَ الزِّحامُ هشامَ بنَ عبدالملك عن الاستلام، فلمَّا جاء عليُّ بنُ
(١) تهذيب الكمال (٢٠/ ٤٠١)، ط: (الرسالة).
(٢) الرياض المستطابة (ص/٢٩٠ - ٣٠٧)، ط: (مكتبة المعارف).
(٣) للنابغة الذبياني، كما في ديوانه (ص/٤٤)، ط: (دار المعارف).
(٤) أي: الإمام زيد بن علي زين العابدين @.