في رحاب سيرة الإمام المجدد للدين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي (ع)،

إبراهيم بن مجدالدين المؤيدي (معاصر)

مذاكرات ومراجعات علمية وتاريخية بلندن

صفحة 67 - الجزء 1

  الحسين أَفْرَجَ له النَّاسُ. فقال أحد أهل الشام: مَن هذا الذي هابَهُ الناس هذه الهَيْبة؟

  فخاف هشام أن يَمِيلَ إليه أهلُ الشام إن عَرَفُوه، فقال: لا أدري، فقال الفرزدق:

  هَذَا الَّذِي تَعْرِفُ البَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ ... وَالْبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالْحِلُّ وَالْحَرَمُ

  هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَّهِ كُلِّهُمُ ... هَذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ الْعَلَمُ

  هَذَا ابْنُ فَاطِمَةٍ إِنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ ... بِجَدِّهِ أَنْبِيَاءُ اللَّهِ قَدْ خُتِمُوا

  إِذَا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا ... إِلَى مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الكَرَمُ

  مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ وَبُغْضُهُمُ ... كُفْرٌ، وقُرْبُهُم مَنْجًى وَمُعْتَصَمُ

  مَا قَالَ (لَا) قَطُّ إلَّا فِي تَشَهُّدِهِ ... لَوْلَا التَّشَهُّدُ كانَتْ لَاءَهُ نَعَمُ

  وقال:

  وَلَيْسَ قَوْلُكَ مَنْ هَذَا بِضَائِرِهِ ... الْعُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أَنْكَرْتَ وَالْعَجَمُ

  القصيدة المشهورة التي رواها المزي في تهذيب الكمال⁣(⁣١)، والذهبي في النبلاء⁣(⁣٢)، والسخاوي⁣(⁣٣)، وغيرهم⁣(⁣٤).


(١) تهذيب الكمال (٢٠/ ٤٠١)، ط: (الرسالة).

(٢) سير أعلام النبلاء (٤/ ٣٩٨)، ط: (الرسالة).

(٣) (استجلاب ارتقاء الغُرَف بحبِّ أقرباء الرسول ÷ وذوي الشَّرَف) (ص/١٥٥)، ط: (مكتبة دار الزمان).

(٤) ابن عساكر في تاريخ دمشق (٤١/ ٤٠٠)، وأبو نُعَيم في الحلية (٣/ ١٦٣)، =