مذاكرات ومراجعات علمية وتاريخية بلندن
  فقلتُ: إنَّ الأمر كما أَسْلَفْتُ لكم: قد أَبْلَغَ أهلُ المعارضة والجحود كلَّ مستطاع في رَدِّ مَا فَضَّلَ اللَّهُ تعالى به أهلَ بيت رسوله ÷ {وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ}[الأنعام: ١١٢]، فأقول:
  أمَّا لفظ (العِتْرَة والذُّرِّيَّة) فلم يستطع أيُّ مُعَانِدٍ أن يُنازِعَ في اختصاصهم به، وأمَّا (أهل البيت) فكذلك لَم يتمكن مُدَّعٍ أنْ يَدَّعي أنَّ المراد بها كل الأمة، غاية الأمر أن يَدَّعي أنَّه يدخل مع علي وفاطمة والحسنين وذرّيتِهِم: آلُ جَعْفَرٍ، وآلُ عَقيلٍ، وآلُ العَبَّاسِ.
  وأخبارُ الكساءِ المعلومة التي فيها أنَّه ÷ ردَّ أمَّ سلمة ^، وقال لها: «أَنْتِ إِلَى خَيْرٍ»، بعد أن سألتْهُ أن يُدْخِلَها معهم، تُبَيِّنُ أنَّ المراد بأهل البيت متى أُطْلِقَ شرعًا: ذرّيّتُهُمُ.
  وقد ورد في خبر الثقلين وخبر الكساء مُبَيِّناً للعترة بأهل البيت هكذا: «وعترتي أهل بيتي».
  وأمَّا آل محمد ÷ فكما ذكرتَ قد ادَّعى بعضُ المعارضين أنَّ المراد به: أَتْقِياءُ الأمّةِ، وروى خبرًا مُضَعَّفًا عند أهل الحديث «آل محمد كل تقيّ»(١)، وقد حَمَلَهُ بعضُ أهل الإنصاف من أهل
(١) قال الهيتمي: فيه نوح بن أبي مريم، وهو ضعيف جداً. وقال البيهقي: هو حديث لا يحلّ الاحتجاج به. وقال ابن حجر: رواه الطبراني عن أنس، وسنده =