مذاكرات ومراجعات علمية وتاريخية بلندن
  ومما سألني عنه إمام المركز الإسلامي بلندن عبد الجليل الشلبي حماه الله تعالى:
  هل الزيدية تؤذن: أشهد أنَّ عليًّا وليُّ الله، وهل هي تؤذن بحيَّ عَلَى خير العمل؟
  فقلت له: الجواب، والله الموفق إلى منهج الصواب على السؤال الأول:
  أنَّ الزيدية لا تُؤَذِّنُ بذلك، ولا يقول به في أذانه أحدٌ منهم؛ لأنَّه وإنْ كان عليٌّ وليَّ الله، بل أولُ أولياء الله في هذه الأمة بعد رسول الله ÷ فلم يثبت في الأذان عن رسول الله ÷، فهو شبيه بما زِيد في أذان الفجر عند بعض أهل السنة، وهو: الصلاة خير من النوم، فالصحيح أنَّ ذلك لم يثبت عن رسول الله ÷، ولا رُوِيَتْ فيه روايةٌ صحيحة، وإنَّما استحسنه عمر، ولقد رُوِيَ عن ابن عمر أنَّه سمع مؤذنًا يؤذن به فخرج من المسجد، وقال لصاحبه: أَخْرِجْنَا من هذه البدعة، بهذا أو نحوه، وقد رووا فيها رواية لكنّها غير صحيحة كما أوضح ذلك الحفّاظ، وقد ذكر الأمير في سبل السلام(١) أنَّه لَم يثبت في أذان الفجر، قال فيه بعد أن روى حديث أبي محذورة أنه كان يُثَوِّبُ في الأذان الأول من الصبح ما لفظه:
(١) سبل السلام (١/ ١١٩)، ط: (دار الفكر).