في رحاب سيرة الإمام المجدد للدين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي (ع)،

إبراهيم بن مجدالدين المؤيدي (معاصر)

مذاكرات ومراجعات علمية وتاريخية بلندن

صفحة 77 - الجزء 1

  ومما سألني عنه إمام المركز الإسلامي بلندن عبد الجليل الشلبي حماه الله تعالى:

  هل الزيدية تؤذن: أشهد أنَّ عليًّا وليُّ الله، وهل هي تؤذن بحيَّ عَلَى خير العمل؟

  فقلت له: الجواب، والله الموفق إلى منهج الصواب على السؤال الأول:

  أنَّ الزيدية لا تُؤَذِّنُ بذلك، ولا يقول به في أذانه أحدٌ منهم؛ لأنَّه وإنْ كان عليٌّ وليَّ الله، بل أولُ أولياء الله في هذه الأمة بعد رسول الله ÷ فلم يثبت في الأذان عن رسول الله ÷، فهو شبيه بما زِيد في أذان الفجر عند بعض أهل السنة، وهو: الصلاة خير من النوم، فالصحيح أنَّ ذلك لم يثبت عن رسول الله ÷، ولا رُوِيَتْ فيه روايةٌ صحيحة، وإنَّما استحسنه عمر، ولقد رُوِيَ عن ابن عمر أنَّه سمع مؤذنًا يؤذن به فخرج من المسجد، وقال لصاحبه: أَخْرِجْنَا من هذه البدعة، بهذا أو نحوه، وقد رووا فيها رواية لكنّها غير صحيحة كما أوضح ذلك الحفّاظ، وقد ذكر الأمير في سبل السلام⁣(⁣١) أنَّه لَم يثبت في أذان الفجر، قال فيه بعد أن روى حديث أبي محذورة أنه كان يُثَوِّبُ في الأذان الأول من الصبح ما لفظه:


(١) سبل السلام (١/ ١١٩)، ط: (دار الفكر).