في رحاب سيرة الإمام المجدد للدين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي (ع)،

إبراهيم بن مجدالدين المؤيدي (معاصر)

زيارته # لمكتبة المتحف البريطاني

صفحة 84 - الجزء 1

  واسْمَحْ لي أن أقول: إنّ هذه نُبْذَةٌ مما يَسْتَحِقُّهُ فَضِيلتُه، لأنه في كلِّ مَكْرُمَةٍ إمام، ولكلِّ الفضائِلِ والفَواضِلِ زِمَامٌ، إنْ جٌوْرِيَ سَبَقَ، وإنْ ُجْودِلَ غَلَبَ، كم نَقَدَ وحَقَّقَ، وأَطْلَقَ وقَيَّدَ، وفَحَصَ وأَمْعَنَ، وأَسَّسَ فأَتْقَنَ، وكَمْ أَخَذَ ورَدَّ، وأَقامَ وأَقْعَدَ، فهو سَيْفُ الحَقِّ، بِيَدِ الحقِّ يَصُولُ ويَجُولُ.

  أمَّا نَاحِيَتُهُ العِلْمِيَّةُ فحَدِّثْ عن البَحْرِ ولا حَرَجَ، وله اليَدُ العُلْيا عِنْدَ الْمُنَاقَشَةِ، والقِدْحُ المعلَّى حين الْمُجَادَلَةِ، إذا جَسَّ الخَصْمُ نبضَهُ صَدَمَهُ واعْتَنَقَ، وصَرَعَهُ وشَنَقَ، وتلا حِينَ ذاكَ: قُلْ أَعُوذُ بربِّ الفَلَقِ، مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ.

  وما عَسى أنْ أَقُولَ في جَنْبِ ما لَهُ من خَصَائِصَ نَالَتْ كُلَّ مَنَالٍ، وضُرِبَتْ بها الأَمْثَالُ، بَلَّغَهُ الله غَايةَ الآمالِ ... الخ. انتهى.

زيارته # لمكتبة المتحف البريطاني

  وحَصَلَ أنه في إِحْدَى زَيارَاتِهِ لهذه المكتبة العِمْلاقَةِ في الْمُتْحَفِ البريطاني انتهى الدَّوامُ، وهُمْ في العَادَةِ يَجْعَلُونَ جَرَساً لِتَنْبِيهِ الزُّوَّارِ بانْتِهَاءِ الدَّوامِ، فيَخْرُجُ الجَمِيعُ، وكانَ والِدُنا # قد هَامَ بينَ رُفُوفِ تلك المكتبة، فلم يَنْتَبِهْ لهذا الجَرَسِ، فأَغْلَقَتْ المكتبة أَبْوَابَها، ولم يَنْتَبِهْ لذلك فقَدْ أَصْبَحَتْ الكُتُبُ بينَ يَدَيْهِ، وتَاهَ عَنْهُ الوَقْتُ والمكَانُ كما هِيَ عَادَتُهُ في ذلك الْمَقَامِ، وكانَ ذلك آخِرَ نهارِ السّبْتِ، والأَحَدُ لديهم إِجَازَةٌ رَسْمِيَّةٌ، ولنْ يَفْتَحُوا الأَبْوَابَ إلا صباح الاثنين، ومِنْ أَلْطَافِ الباري سبحانه وتعالى أنَّ أحَدَ