صور تدل على علو همته في طلب العلم
  علوم، وهذا يُنْبِئكَ عن عُلوِّ هِمَّته، وقوّة عَزِيمَتِهِ في طلبِ العلم الشريف، وذِهْنِهِ الصَّافي وذَكَائِه الوَقّاد وبَصِيرَته النيِّرة، وأَيَنَ بلغَ في طَلَبِ العِلْمِ وهو لا يزال في هذا العمر الصَّغير.
  وأخبرنا # أيضاً أنه حَفِظَ مَتْنَ مِرْقاةِ الوصول إلى عِلْمِ الأصول (أصول الفقه) للإمام المنصور بالله القاسم بن محمد # وهو في السابعة من عمره.
  وحدّثنا والدُنا # أنه كان مُلازِماً لِوَالدِهِ حالَ طُفُولَتِهِ مُلازَمَةً تامَّةً، ووَقْتُهُ في طُفُولَتِهِ مُسْتَغْرَقٌ بالكامل في طَلَبِ العِلْمِ بِجَانِبِ وَالِدِهِ ®، وكانَ يَظُنُّ أنَّ جَمِيعَ الأَوْلادِ عَلى هذا الحَالِ، كُلٌّ بِرِفْقَةِ وَالِدِهِ على الدَّوَامِ يَطْلُبُ العِلْمَ، ولم يكن يَعْلَمُ أنَّ الأوْلَادَ يَلْهُونَ ويَلْعَبُونَ في السَّاحَاتِ والشَّوارِعِ إلَّا بَعْدَ رُجُوعِهِ مع والِدِهِ إلى مَدِينَةِ صعدة عام ١٣٤٥ هـ، وقد صَارَ عُمُرُهُ ثَلاثَةَ عَشَرَ عَاماً، فشاهدَ الأولادَ يلعبون في الأزِقَّة، وَيَجُولُونَ في الشَّوارِعِ، فَتَعَجَّبَ غايَةَ العَجَب من ذلك.
  وأَخْبَرنَا والِدُنا # أنَّ زَوَاجَه صَادَفَ يومَ الأَحَدِ، فأَوْصَلُوا عَرَوْسَهُ إلى بَيْتِهِ وهو خَارِجٌ بِكُتُبُهِ إلى الجَامِعِ لِدِرَاسَةِ دُرُوسِهِ الْمُعْتَادَةِ، فاسْتَوْقَفَهُ والدُه ¥ وقال له: اليومَ عُطْلَةٌ من الدِّراسَةِ، هذا يوم زَواجِكَ، وهذه عَرُوسُكَ قد وَصَلَتْ إلى البيتِ، فلم يَقْبَلْ منه أَبَداً، وأَجَابَهُ بأنَّه لا يُوجَدُ سَبَبٌ مهما كان يُمْكِنُ أن يُعَطِّلَهُ عن دُرُوسِهِ، حتى الزواج، ولا شَيْءَ مُقَدَّمٌ على طَلَبِ العِلْمِ، وأَخَذَ كُتُبَهُ