لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 103 - الجزء 1

  نَحْنُ قريْشٌ، وهُمُ شَنُوَّه ... بِنا قُرَيْشاً خُتِمَ النُّبُوَّه

  قال ابن السكيت: أَزْدُ شَنُوءَة، بالهمز، على فَعُولة ممدودة، ولا يقال شَنُوَّة.

  أَبو عبيد: الرجلُ الشَّنُوءَة: الذي يَتَقَزَّزُ من الشيءِ.

  قال: وأَحْسَبُ أَنَّ أَزْدَ شَنُوءَة سمي بهذا.

  قال الليث: وأَزْدُ شَنُوءَة أَصح الأَزد أَصْلاً وفرعاً، وأَنشد:

  فَما أَنْتُمُ بالأَزْدِ شَنُوءَةٍ ... ولا مِنْ بَنِي كَعْبِ بنِ عَمْرو بن عامِرِ

  أَبو عبيد: شَنِئْتُ حَقَّك: أَقْرَرْت به وأَخرَجْته من عندي.

  وشَنِئَ له حَقَّه وبه: أَعْطاه إيَّاه.

  وقال ثعلب: شَنَأَ إليه حَقَّه: أَعطاه إيَّاه وتَبَرَّأَ منه، وهو أَصَحُّ، وأَما قول العجاج:

  زَلَّ بَنُو العَوَّامِ عن آلِ الحَكَمْ ... وشَنِئوا المُلْكَ لِمُلْكٍ ذي قِدَمْ

  فإنه يروى لِمُلْكٍ ولِمَلْكٍ، فمن رواه لِمُلْكٍ، فوجهه شَنِئوا أَي أَبْغَضُوا هذا المُلك لذلك المُلْكِ، ومَنْ رواه لِمَلْكٍ، فالأَجْودُ شَنَؤوا أَي تَبَرَّؤُوا به إليه.

  ومعنى الرجز أَي خرجوا من عندهم.

  وقَدَمٌ: مَنْزِلةٌ ورِفْعةٌ.

  وقال الفرزدق:

  ولَوْ كانَ في دَيْنٍ سِوَى ذا شَنِئْتُمُ ... لَنا حَقَّنا، أَو غَصَّ بالماء شارِبُه

  وشَنِئَ به أَي أَقَرَّ به.

  وفي حديث عائشة: عليكم بالمَشْنِيئةِ النافعةِ التَّلْبِينةِ، تعني الحَساء، وهي مفعولةٌ من شَنِئْتُ أَي أَبْغَضْتُ.

  قال الرياشي: سألت الأَصمعي عن المَشْنِيئةِ، فقال: البَغِيضةُ.

  قال ابن الأَثير في قوله: مَفْعُولةٌ من شَنِئْتُ إذا أَبْغَضْتَ، في الحديث.

  قال: وهذا البِناءُ شاذ.

  قان أَصله مَشْنُوءٌ بالواو، ولا يقال في مَقْرُوءٍ ومَوْطُوءٍ مَقرِيٌّ ومَزْطِيٌّ ووجهه أَنه لما خَفَّفَ الهمزة صارت ياءً، فقال مَشْنِيٌّ كَمَرْضيٍّ، فلما أَعادَ الهمزة اسْتَصْحَبَ الحالَ المُخَفّفة.

  وقولها التَّلْبينة: هي تفسير المَشْنِيئةِ، وجعلتها بَغِيضة لكراهتها.

  وفي حديث كعب ¥: يُوشِكُ أَن يُرْفَعَ عنكم الطاعونُ ويَفِيضَ فيكم شَنَآنُ الشِّتاءِ.

  قيل: ما شَنآنُ الشِّتاءِ؟ قال: بَرْدُه؛ اسْتعارَ الشَّنآنَ للبَرْد لأَنه يَفِيضُ في الشتاء.

  وقيل: أراد بالبرد سُهولة الأَمر والرَّاحَة، لأَن العرب تَكْني بالبرد عن الرَّاحة، والمعنى: يُرْفَعُ عنكم الطاعونُ والشِّدَّةُ، ويَكثر فيكم التَّباغُضُ والراحة والدَّعة.

  وشوانِئُ المال: ما لا يُضَنُّ به.

  عن ابن الأَعرابي من تذكرة أَبي علي قال: وأرى ذلك لأَنها شُنِئَت فجِيدَ بها فأَخْرجه مُخرَج النَّسب، فجاءَ به على فاعل.

  والشَّنَآنُ: من شُعَرائهم، وهو الشَّنَآنُ بن مالك، وهو رجل من بني معاوية من حَزْنِ بن عُبادةَ.

  شيأ: المَشِيئةُ: الإِرادة.

  شِئْتُ الشيءَ أَشاؤُه شَيئاً ومَشِيئةً ومَشاءَةً ومَشايةً⁣(⁣١): أَرَدْتُه، والاسم الشِّيئةُ، عن اللحياني.

  التهذيب: المَشِيئةُ: مصدر شاءَ يَشاءُ مَشِيئةً.

  وقالوا: كلُّ شيءٍ بِشِيئةِ اللَّه، بكسر الشين، مثل شِيعةٍ أَي بمَشِيئتِه.

  وفي الحديث: أَن يَهُوديَّاً أَتى النبيَّ فقال: إِنَّكم تَنْذِرُون وتُشْرِكُون؛ تقولون: ما شاءَ اللَّه وشَئتُ.

  فأَمَرَهم النبيُّ أَن يقولوا: ما شاءَ اللَّه ثم شِئْتُ.

  المَشِيئةُ، مهموزة: الإِرادةُ.

  وقد شِئتُ الشيءَ أَشاؤُه، وإنما فَرَق بين قوله ما شاءَ


(١) قوله [ومشاية] كذا في النسخ والمحكم وقال شارح القاموس مشائية كعلانية.