لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء]

صفحة 227 - الجزء 2

  وهو اسم الحاجِّ.

  وعافِيةُ النسور: هي الغاشية التي تغشى لحومهم.

  وذو المجاز: سُوقٌ من أَسواق العرب.

  والحِجُّ، بالكسر، الاسم.

  والحِجَّةُ: المرَّة الواحدة، وهو من الشَّواذِّ، لأَن القياس بالفتح.

  وأَما قولهم: أَقْبَلَ الحاجُّ والداجُّ؛ فقد يكون أَن يُرادَ به الجِنسُ، وقد يكون اسماً للجمع كالجامل والباقر.

  وروى الأَزهري عن أَبي طالب في قولهم: ما حَجَّ ولكنه دَجَّ؛ قال: الحج الزيارة والإِتيان، وإِنما سمي حاجًّا بزيارة بيت الله تعالى؛ قال دُكَين:

  ظَلَّ يَحُجُّ، وظَلِلْنا نَحْجُبُه ... وظَلَّ يُرْمَى بالحَصى مُبَوَّبُه

  قال: والداجُّ الذي يخرج للتجارة.

  وفي الحديث: لم يترك حاجَّةً ولا داجَّة.

  الحاجُّ والحاجَّةُ: أَحد الحُجَّاجِ، والداجُّ والدَّاجَّةُ: الأَتباعُ؛ يريد الجماعةَ الحاجَّةَ ومَن معهم مِن أَتباعهم؛ ومنه الحديث: هؤلاء الداجُّ وليْسُوا بالحاجِّ.

  ويقال للرجل الكثير الحجِّ: إِنه لحَجَّاجٌ، بفتح الجيم، من غير إِمالة، وكل نعت على فَعَّال فهو غير مُمَالِ الأَلف، فإِذا صيَّروه اسماً خاصّاً تَحَوَّلَ عن حالِ النعت، ودخلته الإِمالَةُ، كاسم الحَجَّاجِ والعَجَّاجِ.

  والحِجُّ: الحُجَّاجُ؛ قال:

  كأَنما، أَصْواتُها بالوادِي ... أَصْواتُ حِجٍّ، مِنْ عُمانَ، عادي

  هكذا أَنشده ابن دريد بكسر الحاء.

  قال سيبويه: وقالوا حَجَّةٌ واحدةٌ، يريدون عَمَلَ سَنَةٍ واحدة.

  قال الأَزهري: الحَجُّ قَضاءُ نُسُكِ سَنَةٍ واحدةٍ، وبعضٌ يَكسر الحاء، فيقول: الحِجُّ والحِجَّةُ؛ وقرئ: ولله على الناسِ حِجُّ البيتِ، والفتح أَكثر.

  وقال الزجاج في قوله تعالى: ولله على الناس حَجُّ البيت؛ يقرأُ بفتح الحاء وكسرها، والفتح الأَصل.

  والحَجُّ: اسم العَمَل.

  واحْتَجَّ البَيْتَ: كحَجَّه عن الهجري؛ وأَنشد:

  تَرَكْتُ احْتِجاجَ البَيْتِ، حتى تَظَاهَرَتْ ... عليَّ ذُنُوبٌ، بَعْدَهُنَّ ذُنُوبُ

  وقوله تعالى: الحجُّ أَشهُرٌ معلوماتٌ؛ هي شوَّال وذو القعدة، وعشرٌ من ذي الحجة.

  وقال الفراء: معناه وقتُ الحج هذه الأَشهرُ.

  وروي عن الأَثرم وغيره: ما سمعناه من العرب حَجَجْتُ حَجَّةً، ولا رأَيتُ رأْيَةً، وإِنما يقولون حَجَجْتُ حِجَّةً.

  قال: والحَجُّ والحِجُّ ليس عند الكسائي بينهما فُرْقانٌ.

  وغيره يقول: الحَجُّ حَجُّ البيْتِ، والحِجُّ عَمَلُ السَّنَةِ.

  وتقول: حَجَجْتُ فلاناً إِذا أَتَيْتَه مرَّة بعد مرة، فقيل: حُجَّ البَيْتُ لأَن الناسَ يأَتونه كلَّ سَنَةٍ.

  قال الكسائي: كلام العرب كله على فَعَلْتُ فَعْلَةً إِلَّا قولَهم حَجَجْتُ حِجَّةً، ورأَيتُ رُؤْيَةً.

  والحِجَّةُ: السَّنَةُ، والجمع حِجَجٌ.

  وذو الحِجَّةِ: شهرُ الحَجِّ، سمي بذلك لِلحَجِّ فيه، والجمع ذَواتُ الحِجَّةِ، وذَواتُ القَعْدَةِ، ولم يقولوا: ذَوُو على واحده.

  وامرأَة حاجَّةٌ ونِسْوَةٌ حَواجُّ بَيْتِ الله بالإِضافة إِذا كنّ قد حَجَجْنَ، وإِن لم يَكُنَّ قد حَجَجْنَ، قلت: حَواجُّ بَيْتَ الله، فتنصب البيت لأَنك تريد التنوين في حَواجَّ، إِلا أَنه لا ينصرف، كما يقال: هذا ضارِبُ زيدٍ أَمْسِ، وضارِبٌ زيداً غداً، فتدل بحذف التنوين على أَنه قد ضربه، وبإِثبات التنوين على أَنه لم يضربه.

  وأَحْجَجْتُ فلاناً إِذا بَعَثْتَه لِيَحُجَّ.

  وقولهم: وحَجَّةِ