[فصل الحاء]
  الله لا أَفْعَلُ بفتح أَوَّله وخَفْضِ آخره، يمينٌ للعرب.
  الأَزهريُّ: ومن أَمثال العرب: لَجَّ فَحَجَّ؛ معناه لَجَّ فَغَلَبَ مَنْ لاجَّه بحُجَجِه.
  يقال: حاجَجْتُه أُحاجُّه حِجاجاً ومُحاجَّةً حتى حَجَجْتُه أَي غَلَبْتُه بالحُجَجِ التي أَدْلَيْتُ بها؛ قيل: معنى قوله لَجَّ فَحَجَّ أَي أَنه لَجَّ وتمادَى به لَجاجُه، وأَدَّاه اللَّجاجُ إِلى أَن حَجَّ البيتَ الحرام، وما أَراده؛ أُريد: أَنه هاجَر أَهلَه بلَجاجه حتى خرج حاجّاً.
  والمَحَجَّةُ: الطريق؛ وقيل: جادَّةُ الطريق؛ وقيل: مَحَجَّة الطريق سَنَنُه.
  والحَجَوَّجُ: الطَّرِيقُ تستقيم مَرَّةً وتَعْوَجُّ أُخْرى؛ وأَنشد:
  أَجَدُّ أَيامُك من حَجَوَّجِ ... إِذا اسْتَقامَ مَرَّةً يُعَوَّجِ
  والحُجَّة: البُرْهان؛ وقيل: الحُجَّة ما دُوفِعَ به الخصم؛ وقال الأَزهري: الحُجَّة الوجه الذي يكون به الظَّفَرُ عند الخصومة.
  وهو رجل مِحْجاجٌ أَي جَدِلٌ.
  والتَّحاجُّ: التَّخاصُم؛ وجمع الحُجَّةِ: حُجَجٌ وحِجاجٌ.
  وحاجَّه مُحاجَّةً وحِجاجاً: نازعه الحُجَّةَ.
  وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً: غلبه على حُجَّتِه.
  وفي الحديث: فَحَجَّ آدمُ موسى أَي غَلَبَه بالحُجَّة.
  واحْتَجَّ بالشيءِ: اتخذه حُجَّة؛ قال الأَزهري: إِنما سميت حُجَّة لأَنها تُحَجُّ أَي تقتصد لأَن القصد لها وإِليها؛ وكذلك مَحَجَّة الطريق هي المَقْصِدُ والمَسْلَكُ.
  وفي حديث الدجال: إِن يَخْرُجْ وأَنا فيكم فأَنا حَجِيجُه أَي مُحاجُّه ومُغالِبُه بإِظهار الحُجَّة عليه.
  والحُجَّةُ: الدليل والبرهان.
  يقال: حاجَجْتُه فأَنا مُحاجٌّ وحَجِيجٌ، فَعِيل بمعنى فاعل.
  ومنه حديث معاوية: فَجَعَلْتُ أَحُجُّ خَصْمِي أَي أَغْلِبُه بالحُجَّة.
  وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً، فهو مَحْجوجٌ وحَجِيج، إِذا قَدَحَ بالحَديد في العَظْمِ إِذا كان قد هَشَمَ حي يَتَلَطَّخ الدِّماغُ بالجم فيَقْلَعَ الجِلْدَة التي جَفَّت، ثم يُعالَج ذلك فَيَلْتَئِمُ بِجِلْدٍ ويكون آمَّةً؛ قال أَبو ذؤَيب يصف امرأَة:
  وصُبَّ عليها الطِّيبُ حتى كأَنَّها ... أُسِيٌّ، على أُمِّ الدِّماغ، حَجِيجُ
  وكذلك حَجَّ الشجَّةَ يَحُجُّها حَجّاً إِذا سَبَرها بالمِيلِ ليُعالِجَها؛ قال عذارُ بنُ دُرَّةَ الطائي: يَحُجُّ
  مَأْمُومَةً، في قَعْرِها لَجَفٌ ... فاسْتُ الطَّبِيب قَذاها كالمَغاريدِ
  المَغاريدُ: جمع مُغْرُودٍ، هو صَمْغٌ معروف.
  وقال: يَحُجُّ يُصْلِحُ مَأْمُومَةً شَجَّةً بَلَغَتْ أُمَّ الرأْس؛ وفسر ابن دريد هذا الشعر فقال: وصف هذا الشاعر طبيباً يداوي شجة بعيدَة القَعْر، فهو يَجْزَعُ من هَوْلِها، فالقذى يتساقط من استه كالمَغاريد؛ وقال غيره: استُ الطبيب يُرادُ بها مِيلُه، وشَبَّه ما يَخْرُجُ من القَذى على ميله بالمغاريد.
  والمَغاريدُ: جمع مُغْرُودٍ، وهو صمغ معروف.
  وقيل: الحَجُّ أَن يُشَجَّ الرجلُ فيختلط الدم بالدماغ، فيصب عليه السمن المُغْلَى حتى يظهر الدم، فيؤْخذَ بقطنة.
  الأَصمعي: الحَجِيجُ من الشِّجاجِ الذي قد عُولِجَ، وهو ضَرْبٌ من علاجها.
  وقال ابن شميل: الحَجُّ أَن تُفْلَقَ الهامَةُ فَتُنْظَرَ هل فيها عَظْم أَو دم.
  قال: والوَكْسُ أَن يقَعَ في أُمِّ الرأْس دم أَو عظام أَو يصيبها عَنَتٌ؛ وقيل: حَجَّ الجُرْحَ