لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء]

صفحة 229 - الجزء 2

  سَبَرَه ليعرف غَوْرَه؛ عن ابن الأَعرابي: والحُجُجُ: الجِراحُ المَسْبُورَةُ.

  وقيل: حَجَجْتُها قِسْتُها، وحَجَجْتُه حَجّاً، فهو حَجِيجٌ، إِذا سَبَرْتَ شَجَّتَه بالمِيل لِتُعالِجَه.

  والمِحْجاجُ: المِسْبارُ.

  وحَجَّ العَظْمَ يَحُجُّه حَجّاً: قَطَعَه من الجُرْح واستخرجه، وقد فسره بعضهم بما أُنشِدْنا لأَبي ذُؤَيْبٍ.

  ورأْسٌ أَحَجُّ: صُلْبٌ.

  واحْتَجَّ الشيءُ: صَلُبَ؛ قال المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ يصف الركاب في سفر كان سافره:

  ضَرَبْنَ بكُلِّ سالِفَةٍ ورَأْسٍ ... أَحَجَّ، كَأَنَّ مُقْدَمَه نَصِيلُ

  والحَجاجُ والحِجاجُ: العَظْمُ النابِتُ عليه الحاجِبُ.

  والحِجاجُ: العَظْمُ المُسْتَديرُ حَوْلَ العين، ويقال: بل هو الأَعلى تحت الحاجب؛ وأَنشد قول العجاج:

  إِذا حِجاجا مُقْلَتَيْها هَجَّجا

  وقال ابن السكيت: هو الحَجَّاجُ⁣(⁣١).

  والحِجَاجُ: العَظْمُ المُطْبِقُ على وَقْبَةِ العين وعليه مَنْبَتُ شعَر الحاجب.

  والحَجَاجُ والحِجَاجُ، بفتح الحاءِ وكسرها: العظم الذي ينبت عليه الحاجب، والجمع أَحِجَّة؛ قال رؤْبة:

  صَكِّي حِجاجَيْ رَأْسِه وبَهْزي

  وفي الحديث: كانت الضبُعُ وأَولادُها في حِجاجِ عينِ رجل من العماليق.

  الحِجاج، بالكسر والفتح: العظم المستدير حول العين؛ ومنه حديث جَيْشِ الخَبَطِ: فجلس في حَجَاج عينه كذا كذا نفراً؛ يعني السمكة التي وجدوها على البحر.

  وقيل: الحِجاجان العظمان المُشرِفانِ على غارِبَي العينين؛ وقيل: هما مَنْبَتا شعَرِ الحاجبين من العظم؛ وقوله:

  تُحاذِرُ وَقْعَ الصَّوْتِ خَرْصاءُ ضَمَّها ... كَلالٌ، فَحالَتْ في حِجا حاجِبٍ ضَمْرِ

  فإِن ابن جني قال: يريد في حِجاجِ حاجِبٍ ضَمْرٍ، فحذف للضرورة؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه أَراد بالحجا ههنا الناحية؛ والجمع: أَحِجَّةٌ وحُجُجٌ.

  قال أَبو الحسن: حُجُجٌ شاذ لأَن ما كان من هذا النحو لم يُكَسَّر على فُعُلٍ، كراهية التضعيف؛ فأَما قوله:

  يَتْرُكْنَ بالأَمالِسِ السَّمالِجِ ... للطَّيْرِ واللَّغاوِسِ الهَزالِجِ،

  كلَّ جَنِينٍ مَعِرِ الحَواجِجِ

  فإِنه جمع حِجاجاً على غير قياس، وأَظهر التضعيف اضطراراً.

  والحَجَجُ: الوَقْرَةُ في العظم.

  والحِجَّةُ، بكسر الحاءِ، والحاجَّةُ: شَحْمَةُ الأُذُنِ، الأَخيرة اسم كالكاهل والغارب؛ قال لبيد يذكر نساء:

  يَرُضْنَ صِعابَ الدُّرِّ في كلِّ حِجَّةٍ ... وإِنْ لَمْ تَكُنْ أَعْناقُهُنَّ عَواطِلا

  غَرائِرُ أَبْكارٌ، عَلَيْها مَهابَةٌ ... وعُونٌ كِرامٌ يَرْتَدينَ الوَصائِلا

  يَرُضْنَ صِعابَ الدُّرِّ أَي يَثْقُبْنَه.

  والوصائِلُ: بُرُودُ اليَمن، واحدتها وَصِيلة.

  والعُونُ جمع عَوانٍ: للثيِّب.

  وقال بعضهم: الحِجَّةُ ههنا المَوْسِمُ؛


(١) قوله [الحجاج] هو بالتشديد في الأَصل المعوّل عليه بأَيدينا، ولم نجد التشديد في كتاب من كتب اللغة التي بأيدينا.