لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء]

صفحة 256 - الجزء 2

  قد أَسْلَمُوني، والعَمُودَ الأَخْفَجَا ... وشَبَّةً يَرْمِي بها الجالُ الرَّجَا⁣(⁣١)

  والخَفَجُ: من أَدواء الإِبل.

  وخَفَجَ البعيرُ خَفَجاً وخَفْجاً، وهو أَخْفَجُ، إِذا كانت رجلاه تَعْجَلانِ بالقيام قبل رفعه إِياهما، كأَنَّ به رِعْدَةً.

  والخَفِيجُ: الماءُ الشَّرِيبُ الغليظ.

  وبه خُفاجٌ أَي كِبْرٌ.

  وغلام خُفَاجٌ: صاحب كِبْرٍ وفَخرٍ؛ حكاه يعقوب في المقلوب.

  وخَفَاجَةُ، بالفتح: قبيلة، مشتق من ذلك، وهم حيّ من بني عامر؛ قال الأَعشى:

  وأَدْفَعُ عن أَعراضكم وأُعِيركُمْ ... لِساناً، كمِقْراضِ الخَفَاجِيِّ، مِلْحَبَا

  وقال الأَزهري: خَفاجة بطن من عقيل، وإِذا نسب إِليهم، قيل: فلانٌ الخَفَاجِيُّ.

  والخَفَنْجاءُ: الرِّخْوُ الذي لا غَنَاءَ عنده وهو مذكور في الحاء.

  وغُلام خُنْفُجٌ، بالضم، وخُنافِجٌ إِذا كان كثير اللحم.

  خلج: الخَلْجُ: الجَذْبُ.

  خَلَجَه يَخْلِجُه خَلْجاً، وتَخَلَّجَه، واخْتَلَجَه إِذا جَبَذَه وانْتَزَعَه؛ أَنشَد أَبو حنيفة:

  إِذا اخْتَلَجَتْها مُنْجِياتٌ، كأَنها ... صُدورُ راقٍ، ما بِهِنَّ قُطُوعُ

  شبه أَصابعه في طولها وقلة لحمها بصدور عَرَاقي الدَّلْو؛ قال العجاج:

  فإَنْ يَكُنْ هذا الزمانُ خَلَجا ... فقَدْ لَبِسْنا عَيْشَه المُخَرْفَجا

  يعني قد خلج حالًا، وانتزعها وبَدَّلَها بغيرها؛ وقال في التهذيب:

  فإِن يكن هذا الزمان خلجا

  أَي نحى شيئاً عن شيء.

  وفي الحديث: يَخْتَلِجُونَه على باب الجنة أَي يجتذبونه؛ ومنه حديث عمار وأُم سلمة: فاخْتَلَجَها مِنْ جُحْرِها.

  وفي حديث عَليٍّ في ذكر الحياة: إِن الله جعل الموت خالِجاً لأَشْطانِها أَي مُسْرِعاً في أَخذِ حِبالِها.

  وفي الحديث: تَنْكَبُ المَخالِجُ عن وضَحِ السبيل أَي الطُّرُقُ المُتَشَعِّبَةُ عن الطريق الأَعظم الواضح.

  وفي حديث المغيرة: حتى تَرَوْه يَخْلِجُ في قومه أَو يَحْلِجُ أَي يسرع في حُبِّهمْ.

  وأَخْلَجَ هو: انجذب.

  وناقة خَلُوجٌ: جُذِبَ عنها ولدها بذبح أَو موت فَحَنَّتْ إِليه وقَلَّ لذلك لبنها، وقد يكون في غير الناقة؛ أَنشد ثعلب:

  يَوْماً تَرَى مُرْضِعَةً خَلُوجا

  أَراد كلَّ مرضعة؛ أَلا تراه قال بعد هذا:

  وكلَّ أُنْثى حَمَلَتْ خَدُوجا ... وكلَّ صاحٍ ثَمِلاً مَرُوجا؟

  وإِنما يذهب في ذلك إِلى قوله تعالى: يَومَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أَرْضَعَتْ وتَضَعُ كلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وتَرَى النَّاسَ سُكارَى وما هُمْ بِسُكارى.

  وقيل: هي التي تَخلِجُ السَّيْرَ من سُرْعَتِها أَي تجذبه، والجمع خُلُجٌ وخِلاجٌ؛ قال أَبو ذؤيب:

  أَمِنْك البَرْقُ أَرْقُبُه، فَهَاجا ... فَبِتُّ إِخالُه دُهْماً خِلاجا؟


(١) قوله [وشبة] كذا بالأصل المعوّل عليه بالمعجمة مفتوحة، ولعله بالمهملة المكسورة.