لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 342 - الجزء 2

  ابن جعفر: ذَكَرَتْ أُمُّنا يُتْمَنا وجَعَلَتْ تُفْرَحُ له؛ قال أَبو موسى: هكذا وجدته بالحاء المهملة، قال: وقد أَضرب الطبراني عن هذه اللفظة فتركها من الحديث، قال: فإِن كانت بالحاء، فهو من أَفرَحَه إِذا غَمَّه وأَزال عنه الفَرَحَ، وأَفْرَحَه الدَّيْن إِذا أَثْقَله، وإِن كانت بالجيم، فهو من المُفْرَجِ الذي لا عَشِيرة له، فكأَنَّ أُمَّهُم أَرادتْ أَن أَباهم تُوُفِّيَ ولا عشيرة لهم، فقال النبي، : أَتَخافِينَ العَيْلة وأَنا وَلِيُّهُم؟ والفَرْجُ: الثَّغْرُ المَخُوف، وهو موضع المخافة؛ قال:

  فَغَدَت، كِلا الفَرْجَينِ تَحْسَبُ أَنَّه ... مَولى المَخافة: خَلْفُها وأَمامُها

  وجمعه فُرُوج، سُمِّي فَرْجاً لأَنه غير مَسْدُود.

  وفي حديث عُمَر: قَدِمَ رجل من بعض الفُرُوجِ؛ يعني الثُّغُور، واحدها فَرْج.

  أَبو عبيدة: الفَرْجانِ السِّنْد وخُراسانُ، وقال الأَصمعي: سِجِسْتانُ وخُراسانُ؛ وأَنشد قول الهذلي:

  على أَحَدِ الفَرْجَيْنِ كانَ مُؤَمَّرِي

  وفي عهد الحجَّاج: اسْتَعْمَلْتُك على الفَرْجَين والمِصْرَينِ؛ الفَرْجانِ: خُراسانُ وسِجِسْتانُ، والمِصْرانِ: الكُوفة والبَصْرَة.

  والفَرْجُ: العَوْرَة.

  والفَرْجُ: شِوارُ الرجل والمرأَة، والجمع فُرُوج.

  والفَرْجُ: اسم لجمع سَوآت الرجال والنساء والفِتْيان وما حَوالَيْها، كله فَرْج، وكذلك من الدَّوابِّ ونحوها من الخَلْق.

  وفي التنزيل: والحافِظِين فُرُوجَهُم والحافِظات؛ وفيه: والذين هم لِفُرُوجِهِم حافِظون إِلا على أَزواجِهم؛ قال الفراء: أَراد على فُروجِهِم يُحافِظون، فجعل اللام بمعنى على، واستثنى الثانية منها، فقال: إِلا على أَزواجِهم.

  قال ابن سيده: هذه حكاية ثعلب عنه قال: وقال مرة: على مِن قوله: إِلا على أَزواجِهم؛ من صِلةِ مَلُومِينَ، ولو جعل اللام بمنزلة الأَول لكان أَجود.

  ورجل فَرِجٌ: لا يزال ينكشِف فَرْجُه.

  وفَرِجَ، بالكسر، فَرَجاً.

  وفي حديث الزبير: أَنه كان أَجْلَعَ فَرِجاً؛ الفَرِجُ: الذي يَبْدو فَرْجُه إِذا جَلَس، وينكَشِف.

  والفَرْجُ: ما بين اليَدَيْن والرجلين.

  وجَرَتِ الدَّابة مِلْءَ فُرُوجِها، وهو ما بين القوائم، واحدها فَرْج؛ قال:

  وأَنت إِذا اسْتَدْبَرْتَه، سَدَّ فَرْجَه ... بِضافٍ فُوَيْقَ الأَرْض، ليْسَ بأَعْزَلِ

  وقول الشاعر:

  شُعَبُ العِلافِيَّات بَيْنَ فُرُوجِهِمْ ... والمُحْصَناتُ عَوازِبُ الأَطْهارِ

  العِلافِيَّاتُ، رِحالٌ منسوبة إِلى عِلافٍ، رجل من قُضاعةَ.

  والفُرُوج جمع فَرْج، وهو ما بين الرِّجلين، يريد أَنهم آثَرُوا الغَزْوَ على أَطهار نسائهم؛ وكلُّ فُرْجَةٍ بين شيئين، فهو فَرْجٌ كله، كقوله:

  إِلَّا كُمَيْتاً كالقَناةِ وضابِئاً ... بالفَرْجِ بَيْنَ لَبانِه ويَدِه

  جعل ما بين يديه فَرْجاً؛ وقال امرؤُ القيس:

  لها ذَنَبٌ مِثلُ ذَيْلِ العَروسِ ... تَسُدُّ به فَرْجَها مِن دُبُرْ

  أَراد ما بين فَخِذَي الفَرَسِ ورِجْلَيْها.

  وفي حديث أَبي جعفر الأَنصاري: فَمَلأْتُ ما بين فُروجي، جمع فَرْجٍ، وهو ما بين الرجلين.

  يقال للفرس: مَلأَ فَرْجَه وفُرُوجَه إِذا عَدا وأَسْرَع به.

  وسُمِّي