لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 366 - الجزء 2

  نار لا دخان لها خلق منها الجانّ.

  وفي حديث عائشة: خُلِقتِ الملائكة من نورٍ وخُلِقَ الجانّ من مارج من نار؛ مارِجُ النار: لَهَبُها المختلط بسوادها.

  ورجل مَرّاجٌ: يَزيدُ في الحديثِ؛ وقد مَرَجَ الكَذِبَ يَمْرُجُه مَرْجاً.

  وأَمْرَجَتِ الناقةُ، وهي مُمْرِجٌ إِذا أَلْقَتْ ولَدَها بعدما صارَ غِرْساً ودَماً، وفي المحكم: إِذا أَلقت ماءَ الفحل بعدما يكون غِرْساً ودماً؛ وناقة مِمْراجٌ إِذا كان ذلك عادتَها.

  ومَرَجَ الرجلُ المرأَةَ مَرْجاً: نَكَحَها.

  روى ذلك أَبو العلاء يرفعه إِلى قُطْرُب، والمعروف هَرَجَها يَهْرُجُها.

  والمَرْجانُ: اللُّؤْلُؤُ الصِّغارُ أَو نحوُه، واحدته مَرْجانةٌ، قال الأَزهري: لا أَدري أَرُباعِيٌّ هو أَم ثُلاثِيٌّ؛ وأَورده في رباعي الجيم، وقال بعضهم: المَرْجانُ البُسَّذُ، وهو جَوهَرٌ أَحمر، قال ابن بري: والذي عليه الجمهور أَنه صغار اللؤْلُؤِ كما ذكره الجوهري؛ والدليل على صحة ذلك قول امرئ القيس ابن حُجْر:

  أَذُودُ القَوافيَ عَنِّي ذِيادا ... ذِيادَ غُلامٍ جَرِيٍّ جِيادا

  (⁣١) فأَعْزِلُ مَرْجانَها جانِباً ... وآخُذُ من دُرِّها المُسْتَجادا

  ويقال: إِنَّ هذا الشعر لامرئ القيس بن حُجْر المعروف بالذائِدِ.

  وقال أَبو حنيفة: المَرْجانُ بَقْلةٌ رِبْعِيَّةٌ تَرْتَفع قِيسَ الذراعِ، لها أَغْصان حُمْرٌ وورق مُدَوَّرٌ عريض كثيف جدّاً رَطْبٌ رَوٍ، وهي مَلْبَنَةٌ، والواحِدُ كالواحدِ.

  ومَرْجُ الخُطَباء: موضع بخُراسان.

  ومَرْجُ راهِطٍ بالشامِ؛ ومنه يوم المَرْجِ لِمَرْوان بنِ الحكم على الضحّاكِ بن قيس الفِهْريّ.

  ومَرْجُ القَلَعَةِ، بفتح اللام: منزل بالبادية.

  ومَرْجَةُ والأَمْراجُ: مَوْضِعانِ؛ قال السُّلَيْكُ ابن السُّلَكةِ:

  وأَذْعَرَ كَلَّاباً يَقُودُ كِلابَه ... ومَرْجةُ لمَّا اقْتَبِسْها بِمقْنَبِ

  وقال أَبو العيال الهُذَلي:

  إِنّا لَقِينا بَعْدَكم بدِيارِنا ... من جانِبِ الأَمْراجِ، يوماً يُسْأَلُ

  أَراد يُسأَلُ عنه.

  مزج: المَزْجُ: خَلْطُ المِزاجِ بالشيء.

  ومَزْجُ الشرابِ: خَلْطُه بغيره.

  ومِزاجُ الشرابِ: ما يُمْزَجُ به.

  ومَزَجَ الشيءَ يَمْزُجُه مَزْجاً فامْتَزَجَ: خَلَطَه.

  وشرابٌ مَزْجٌ: مَمْزُوجٌ.

  وكلُّ نوعين امْتَزَجا، فكل واحد منهما لصاحبه مِزْجٌ ومِزاجٌ.

  ومِزاجُ البدَنِ: ما أُسِّسَ عليه من مِرَّةٍ؛ وفي التهذيب: ومِزاجُ الجِسْمِ ما أُسِّس عليه البدن من الدّم والمِرّتَيْنِ والبَلْغَمِ.

  والمِزْجُ والمَزْجُ: العَسَلُ؛ وفي التهذيب: الشَّهْدُ؛ قال أَبو ذؤيب:

  فجاءَ بِمِزْجٍ لم يَرَ الناس مِثلَه؛ ... هو الضَّحْكُ، إِلَّا أَنه عَمَلُ النَّحْلِ

  قال أَبو حنيفة: سمِّي مِزْجاً لأِنه مِزاجُ كلِّ شرابٍ حُلْوٍ طيب به، وسَمَّى أَبو ذؤيب الماءَ الذي تُمْزَجُ


(١) قوله [جريّ جيادا] كذا بالأَصل. والذي في مادة [ذود] من القاموس غويّ جرادا.