[فصل النون]
  العريكة والنخيجةِ والطبيعة، بمعنًى واحد.
  ويقال: النخجة، بتقديم الجيم، قال الجوهري: ولا أَدري ما صحته.
  ونَخَجَ الدَّلوَ في البئر نَخْجاً ونَخَجَ بها: حَرَّكَها في الماء لِتَمْتلئَ، لغة في مَخَجَهَا، إِذا خَضْخَضَها، وزعم يعقوب أَن نونَ نخج بدل من ميم مخج.
  ندج: في حديث الزُّبَير: وقَطَع أُنْدُوجَ سَرْجِه أَي لِبْدَه؛ قال أَبو موسى: هكذا وجدته بالنون، قال ابن الأَثير: وأَحسَبُه بالباء.
  نرج: النَّيْرَجُ والنَّوْرَجُ والنُّورَجُ، الأَخيرة يمانية ولا نظير له: كلُّ ذلك المِدْوَسُ الذي يُداسُ به الطعام، حديداً كان أَو خشباً، وأَقْبَلَت الوَحْشُ والدَّوابُّ نَيْرَجاً، وهي تَعْدو نَيْرَجاً: وهي سرعةٌ في تردُّدٍ.
  وكلُّ سريع: نَيْرَجٌ؛ قال العجاج:
  ظَلَّ يُبارِيها وظَلَّت نَيْرَجا
  وفي نوادر الأَعراب: النَوْرَجُ السرابُ.
  والنَّوْرَجُ: سِكَّة الحَرَّاث.
  والنِّيرَجُ: أُخَذٌ تُشْبِه السِّحْرَ، وليست بحقيقته، ولا كالسِّحْر، إِنما هو تشبيه وتلبيس.
  وريحٌ نَيْرَجٌ ونَوْرَجٌ: عاصِفٌ.
  وامرأَةٌ نَيْرَجٌ: داهية مُنكرة.
  نزج: ابن الأَعرابي: نَزَجَ إِذا رَقَصَ.
  غيره: النَّيزَجُ جَهازُ المرأَةِ إِذا كان نازِيَ البَظْر طَويلَه؛ وأَنشد:
  بذاكَ أَشْفِي النَّيْزَجَ الخِجاما
  نسج: النَّسْجُ: ضَمُّ الشيء إِلى الشيء، هذا هو الأَصلُ.
  نَسَجه يَنْسِجُه نَسْجاً فانْتَسَجَ ونَسَجت الريحُ الترابَ تَنْسِجُه نَسْجاً: سَحَبَتْ بعضَه إِلى بعض.
  والريحُ تَنْسِج التراب إِذا نَسَجت المَوْرَ والجَوْلَ على رُسومها(١).
  والريح تَنْسِجُ الماءَ إِذا ضَرَبَتْ مَتْنَه فانْتَسَجَتْ له طرائِقُ كالحُبُكِ.
  ونَسَجَت الريحُ الرَّبْعَ إِذا تَعاوَرَتْه رِيحانِ طولاً وعَرْضاً، لأَن الناسِجَ يَعترِضُ النسيجة فيُلْحِمُ ما أَطالَ من السَّدَى.
  ونَسَجَت الريحُ الماءَ: ضَرَبَتْه فانْتَسَجت فيه طَرائِقُ؛ قال زهير يصف وادياً:
  مُكَلَّلٌ بعَمِيمِ النَّبْتِ، تَنْسِجُه ... رِيحٌ خَريقٌ، لِضاحي مائِه حُبُك
  ونَسَجت الريحُ الوَرقَ والهَشيمَ: جَمَعَتْ بعضَه إِلى بعض؛ قال حُميد بن ثور:
  وعادَ خُبَّازٌ يُسَقِّيه النَّدى ... ذُراوَةً، تَنْسِجُه الهُوجُ الدُّرُجْ
  والنَّسْج معروف، ونَسَجَ الحائِكُ الثوبَ يَنْسِجُه ويَنْسُجُه نَسْجاً، مِن ذلك لأَنه ضَمَّ السَّدَى إِلى اللُّحْمة، وهو النَّسّاجُ، وحِرْفَته النِّساجَة، وربما سُمِّي الدَّرَّاعُ نَسَّاجاً.
  وفي حديث جابر: فقام في نِساجةٍ مُلْتَحِفاً بها؛ هي ضَرْبٌ من المَلاحِف مَنسوجة، كأَنها سُمِّيت بالمصدر.
  وقالوا في الرجل المحمود: هو نَسِيجُ وحْدِه؛ ومعناه أَن الثوبَ إِذا كان كريماً لم يُنْسَجْ على مِنْوالِه غيرُه لِدِقَّتِه، وإِذا لم يكن كريماً نَفِيساً دَقِيقاً عُمِلَ على مِنْوالِه سَدَى عِدَّةِ أَثوابٍ؛ وقال ثعلب: نَسيجُ وَحْدِه الذي لا يُعْمَلُ على مثاله مِثْلُه؛ يُضْرَبُ مثلاً لكل مَنْ بُولِغَ في مَدْحِه، وهو كقولك: فلان واحدُ عصرِه وقَرِيعُ قَومِه، فنَسيجُ وَحْدِه أَي لا نظيرَ له في عِلم أَو غَيره،
(١) قوله [على رسومها] كذا بالأَصل، وعبارة الأَساس: ومن المجاز الريح تنسج رسم الدار، والتراب والرمل والماء إِذا ضربته فانتسجت له طرائق كالحبك.