لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 390 - الجزء 2

  وفي حديث ابن عمر: لأَكونَنَّ فيها مثلَ الجَمَل الرَّداح يُحْمَلُ عليه الحِمْلُ الثقيلُ فَيَهْرَجُ فَيَبْرُك، ولا يَنْبَعِثُ حتى يُنْحَر أَي يتحير ويَسْدَرُ.

  وقد أَهْرَجَ بعيرُه إِذا وصل الحرّ إِلى جوفه.

  ورجل مُهْرِجٌ إِذا أَصاب إِبلَه الجرَبُ، فطليت بالقطران فوصل الحرُّ إِلى جوفها؛ وأَنشد:

  على نار جِنٍّ يَصْطَلُونَ كأَنها ... طلاها⁣(⁣١) بالغيبة مُهْرِجُ

  قال الأَزهري: رأَيت بعيراً أَجرب هُنِئَ بالخضْخاضِ فَهَرَجَ ومات.

  الأَصمعي: يقال هَرَّجَ بعيرَه إِذا حمل عليه في السير في الهاجرة.

  وهَرَّجَ بالسبع: صاح به وزجره؛ قال رؤْبة:

  هَرَّجْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَه ... في غائلاتِ الحائِر المُتَهْتِه

  قال شمر: المُتَهْتِه الذي تَهْتَه في الباطل أَي تَرَدَّد فيه.

  ويقال للفَرَس: مَرَّ يَهْرِجُ وإِنه لَمِهْرَجٌ وهَرَّاج إِذا كان كثير الجري.

  وفي حديث عمر: فذلك حين استَهْرَجَ له الرأْيُ أَي قَوِيَ واتسع.

  وهَرَجَ الفرسُ يَهْرِجُ هَرْجاً، وهو مِهْراجٌ، وهو مِهْرَجٌ وهَرَّاجٌ إِذا اشتدّ عَدْوُه؛ قال العجاج:

  غَمْرَ الأَجارِيِّ مِسَحّاً مِهْرَجا

  وقال الآخر:

  من كلِّ هَرَّاجٍ نَبِيلٍ مَحْزِمُه

  التهذيب: ابن مُقْبل يصف فرساً:

  هَرْج الوَليدِ بخَيْطٍ مُبْرَمٍ خَلَقٍ ... بينَ الرَّواجِبِ، في عُودٍ من العُشَرِ

  قال: شبهه بخُذْرُوف الوليد في دُرُورِ عَدْوِه.

  وهَرَّجْتُ البعير تَهْريجاً وأَهْرَجْتُه أَيضاً إِذا حملت عليه في السير في الهاجرة حتى سَدِرَ.

  وهَرَّجَ النبيذُ فلاناً إِذا بلغ منه فانْهَرَجَ وانْهَكَّ.

  وقال خالد بن جَنْبَةَ: بابٌ مَهْرُوجٌ، وهو الذي لا يُسَدُّ يدخله الخلق، وقد هَرَجَه الإِنسان يَهْرِجُه أَي تركه مفتوحاً.

  والهِرْجُ: الضعيف من كل شيء؛ قال أَبو وَجْزَة:

  والكَبْشُ هِرْجٌ إِذا نَبَّ العَتُودُ له ... زَوْزَى بأَلْيَتِه للذُّلِّ، واعْتَرَفا

  هردج: الهَرْدَجةُ: سرعةُ المشي.

  هزج: الهَزَجُ: الخِفَّة وسُرعةُ وَقْعِ القوائم ووضعِها.

  صبي هَزِجٌ وفرس هَزِجٌ؛ قال النابغة الجَعْدي يَنْعَتُ فرساً:

  غَدا هَزِجاً طَرِباً قلبُه ... لَغِبْنَ، وأَصْبَحَ لم يَلْغَبِ

  والهَزَجُ: الفَرَحُ.

  والهَزَجُ: صوتٌ مُطْرِبٌ؛ وقيل: صوت فيه بَحَحٌ؛ وقيل: صوت دقيق مع ارتفاع.

  وكلُّ كلامٍ مُتقارِبٍ مُتدارِك: هَزَجٌ، والجمع أَهزاج.

  والهَزَجُ: نوع من أَعاريض الشعر، وهو مفاعيلن مفاعيلن، على هذا البناء كله أَربعة أَجزاء، سمِّي بذلك لتقارب أَجزائه، وهو مُسَدَّس الأَصل، حملاً على صاحبيه في الدائرة، وهما الرجز والرمل إِذ تركيب كل واحد منهما من وتد مجموع وسببين خفيفين.

  وهَزَّجَ: تَغَنَّى؛ قال يزيد بن الأَعور الشَّيْبي:


(١) كذا بياض بالأصل.