لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 391 - الجزء 2

  كأَنَّ شَنّاً هَزَجاً، وشَنَّا ... قَعْقَعةً، مُهَزِّجٌ تَغَنَّى

  وتَهَزَّج: كهَزَّجَ.

  والهَزَج: من الأَغانيِّ وفيه تَرَنُّم؛ وقد هَزِجَ، بالكسر، وتَهَزَّج؛ قال الشاعر:

  كأَنها جاريةٌ تَهَزَّجُ

  وقال أَبو إسحق: التَّهَزُّج تردُّدُ التحسين في الصوت؛ وقيل: التَّهَزُّج صوت مُطَوَّل غير رفيع؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  كأَنَّ صوتَ حَلْبِها المُناطِقِ ... تَهَزُّجُ الرياحِ بالعَشارِقِ

  ورَعْدٌ مُتَهَزِّج: مُصَوِّت.

  وقد هَزَّجَ الصوتَ.

  ورَعْدٌ هَزِجٌ بالصوت؛ وأَنشد:

  أَجَشُّ مُجَلْجِلٌ، هَزِجٌ مُلِثٌّ ... تُكَرْكِرُه الجَنائِبُ في السِّدادِ

  وعُودٌ هَزِجٌ، ومُغَنٍّ هَزِجٌ: يُهَزِّجُ الصوتَ تَهْزيجاً.

  والهَزَجُ: تدارك الصوت في خِفَّة وسرعة؛ يقال: هو هَزِجُ الصوت هُزامِجُه أَي مُدارِكه.

  قال: وليس الهَزَجُ من التَّرَنُّم في شيء؛ وقال عنترة:

  وكأَنما تَنْأَى بجانِبِ دَفِّها الوَحْشِيِّ ... من هَزِجِ العَشِيِّ، مُؤَوِّمِ

  يعني ذباباً لطيرانه تَرَنُّمٌ، فالناقة تحذر لسعه إياها.

  وتَهَزَّجت القوس إِذا صوّتت عند إِنْباضِ الرمي عنها؛ قال الكميت:

  لم يَعِبْ رَبُّها ولا الناسُ منها ... غيرَ إِنذارها عليه الحَمِيرَا

  بأَهازيجَ من أَغانِيِّها الجُشْشِ ... وإِتباعِها النَّحِيبَ الزَّفِيرَا

  وفي الحديث: أَدبر الشيطان وله هَزَج، وفي رواية: وَزَجٌ.

  الهَزَجُ: الرَّنَّة.

  والوَزَجُ: دونه، وقد استعمل ابن الأَعرابي الهَزَجَ في معنى العُواءِ؛ وأَنشد بيت عنترة:

  وكأَنما تنأَى بجانب دفِّها الوحشيِّ ... من هَزِج العشيِّ، مؤَوّمِ

  هِرٍّ جَنِيبٍ، كلَّما عَطَفَتْ له ... غَضْبَى، اتَّقاها باليدين وبالفَمِ

  قال: هَزِجٌ كثير العُواء بالليل، ووضع العَشِيَّ موضع الليل لقربه منه، وأَبدل هِرًّا من هَزِجٍ؛ ورواه الشيباني يَنْأَى، وهِرٌّ عنده رفع فاعل لينأَى.

  ومَرَّ هَزيجٌ من الليل كهَزيعٍ.

  الجوهري: الهَزَجُ صوت الرعل والذِّبَّانِ.

  هزلج: الهَزَلَّجُ: الظَّلِيم السريع؛ وقد هَزْلَجَ هَزْلَجَةً، وقيل: كلُّ سُرْعة هَزْلَجة.

  والهِزْلاجُ: السريع.

  وذئب هِزْلاجٌ: سريع خفيف؛ قال جَنْدَلُ بن المُثَنَّى الحارثي:

  يَتْرُكْنَ بالأَمالِس السَّمارِجِ ... للطَّيرِ، واللَّغاوِسِ الهَزالجِ

  التهذيب: وأَنشَدَ الأَصمعي لهِمْيان:

  تُخْرِجُ من أَفواهها هَزالِجا

  قال: والهَزَالِجُ السِّراعُ من الذئاب؛ ومنه قوله:

  للطيرِ واللغاوسِ الهزالج

  وقول الحسين بن مُطَيْر:

  هُدْلُ المَشافِرِ، أَيْديها مُوَثَّقَةٌ ... دُفْقٌ، وأَرجُلُها زُجٌّ هَزاليجُ