لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[باب الباء]

صفحة 407 - الجزء 2

  ردوم: يسيل وَدَكُه.

  الفراء: البَحْبَحِيُّ الواسع في النفقة، الواسع في المنزل.

  وتَبَحْبَحَ في المجدِ أَي أَنه في مَجْدٍ واسع.

  وجعل الفراء التَّبَحْبُحَ مِن الباحَة، ولم يجعله من المضاعف.

  ويقال: القوم في ابْتِحاحٍ أَي في سَعَةٍ وخِصْب.

  والأَبَحُّ: من شُعراء هُذَيْل ودُهاتهم.

  والبُحْبوحةُ: وَسَطُ المَحَلَّةِ.

  وبُحْبوحةُ الدار: وسطها؛ قال جرير:

  قَوْمِي تَمِيمٌ، هُمُ القومُ الذين هُمُ ... يَنْفُونَ تَغْلِبَ عن بُحْبوحةِ الدارِ

  وفي الحديث: أَنه، ، قال: مَن سَرَّه أَن يَسْكُن بُحْبُوحة الجنة فَلْيَلْزَمِ الجماعَةَ، فإِن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أَبعد؛ قال أَبو عبيد: أَراد بحبوحة الجنة وسطها.

  قال: وبُحْبُوحة كل شيء وسطه وخياره.

  ويقال: قد تَبَحْبَحْتُ في الدار إِذا تَوَسَّطْتَها وتمكنت منها.

  والتَّبَحْبُح: التمكن في الحلول والمُقامِ.

  وقد بَحْبَحَ وتَبَحْبَحَ إِذا تمكن وتوسط المنزل والمقام؛ قال: ومنه حديث غناء الأَنصارية:

  وأَهْدى لها أَكْبُشاً ... تَبَحْبَحُ في المِرْبَدِ

  وزَوْجُكِ في النادي ... ويَعْلَمُ ما في غَدِ⁣(⁣١)

  أَي متكمنة في المِربَد، وهو الموضع.

  وفي حديث خزيمة: تَفَطَّرَ اللِّحاءُ وتَبَحْبَحَ الحَياءُ أَي اتسع الغيث وتمكن من الأَرض.

  قال الأَزهري: وقال أَعرابي في امرأَة ضربها الطلق: تركتها تَبَحْبَحُ على أَيدي القوابل.

  وقال اللحياني: زعم الكسائي أَنه سمع رجلاً من بني عامر يقول: إِذا قيل لنا أَبَقِيَ عِندكم شيء؟ قلنا: بَحْباحِ أَي لم يَبْقَ.

  وذكر الأَزهري: والبَحَّاءُ في البادية رابيةٌ تُعرف برابية البَحَّاءِ؛ قال كعب:

  وظَلَّ سَراةُ القومِ تُبْرِم أَمرَه ... بِرابِيَةِ البَحَّاءِ، ذاتِ الأَيايِلِ

  بدح: البَدْحُ: ضَرْبُكَ بشيء فيه رَخاوَة كما تأْخذ بطيخة فَتَبْدَحُ بها إِنساناً.

  وبَدَحَه بالعصا وكَفَحَه بَدْحاً وكَفْحاً: ضربه بها.

  وبَدَحَه بأَمر: مثل بَدَهه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لأَبي دُوادٍ الإِيادِيِّ:

  بالصَّرْمِ من شَعْثاءَ، والحَبْلِ ... الذي قَطَعَتْه بَدْحا

  قال ابن بري: الباء في قوله بالصرم متعلقة بقوله [أَبقيت] في البيت الذي قبله، وهو:

  فَزَجَرْتُ أَوَّلَها، وقد ... أُبْقِيتُ، حين خَرَجْنَ، جُنْحا

  وقيل: إِن قوله بَدْحاً، بمعنى قَطْعاً، ويروى: بَرْحاً أَي تبريحاً وتعذيباً؛ يريد أَنه زَجَرَ على محبوبته بالبارح والسانح فلم يكن منها وَصْلٌ لحبله؛ أَلا ترى قوله قبل البيت:

  بَرَحَتْ عليّ بها الظِّباءُ ... ومَرَّتِ الغِرْبانُ سَنْحا

  بَرَحَتْ: مِن البارِح.

  وسَنَحَتْ: مِن السانحِ.

  وقال أَبو عمرو: بَدْحاً أَي علانية.

  والبَدْحُ: العلانية.

  والبَدْحُ من قولهم بَدَح بهذا الأَمر أَي باح به.

  وفي حديث أُم سلمة لعائشة: قد جَمَعَ القرآنُ ذَيْلَكِ فلا تَبْدَحيه أَي لا تُوَسِّعِيه بالحركة والخروج.

  ويروى بالنون، وسيأْتي ذكره في موضعه.

  وبَدَح الشيءَ يَبْدَحُه بَدْحاً: رَمى به.

  وتَبادَحُوا: تَرامَوْا بالبطيخ والرُّمَّان ونحو ذلك


(١) قوله [وزوجك في النادي] كذا بالأَصل.