لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء المهملة]

صفحة 460 - الجزء 2

  فقلتُ له: ارْفَعْها إِليك، وأَحْيِها ... برُوحكَ، واجْعَله لها قِيتَةً قَدْرا

  أَي أَحيها بنفخك واجعله لها؛ الهاء للرُّوحِ، لأَنه مذكر في قوله: واجعله، والهاء التي في لها للنار، لأَنها مؤنثة.

  الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال: يقال خرج رُوحُه، والرُّوحُ مذكر.

  والأَرْيَحِيُّ: الرجل الواسع الخُلُق النشيط إِلى المعروف يَرْتاح لما طلبت ويَراحُ قَلْبُه سروراً.

  والأَرْيَحِيُّ: الذي يَرْتاح للنَّدى.

  وقال الليث: يقال لكل شيء واسع أَرْيَحُ؛ وأَنشد:

  ومَحْمِل أَرْيَح جَحاحِي

  قال: وبعضهم يقول ومحمل أَرْوَح، ولو كان كذلك لكان قد ذمَّه لأَن الرَّوَحَ الانبطاح، وهو عيب في المَحْمِلِ.

  قال: والأَرْيَحِيُّ مأْخوذ من راحَ يَرَاحُ، كما يقال للصَّلْتِ المُنْصَلِتِ: أَصْلَتِيٌّ، وللمُجْتَنِبِ: أَجْنَبِيٌّ، والعرب تحمل كثيراً من النعت على أَفْعَلِيّ فيصر كأَنه نسبة.

  قال الأَزهري: وكلام العرب تقول رجل أَجْنَبُ وجانِبٌ وجُنُبٌ، ولا تكاد تقول أَجْنَبِيٌّ.

  ورجل أَرْيَحِيٌّ: مُهْتَزٌّ للنَّدى والمعروف والعطية واسِعُ الخُلُق، والاسم الأَرْيَحِيَّة والتَّرَيُّح؛ عن اللحياني؛ قال ابن سيده: وعندي أَن التَّرَيُّح مصدر تَريَّحَ، وسنذكره؛ وفي شعر النابغة الجعدي يمدح ابن الزبير:

  حَكَيْتَ لنا الصِّدِّيقَ لمّا وَلِيتَنا ... وعُثمانَ والفارُوقَ، فارْتاحَ مُعْدِمُ

  أَي سَمَحَت نفسُ المُعْدِم وسَهُلَ عليه البَذل.

  يقال: رِحْتُ المعروف أَراحُ رَيْحاً وارْتَحْتُ أَرْتاحُ ارْتِياحاً إِذا مِلْتَ إِليه وأَحببته؛ ومنه قولهم: أَرْيَحِيٌّ إِذا كان سخيّاً يَرْتاحُ للنَّدَى.

  وراحَ لذلك الأَمر يَراحُ رَواحاً ورُؤُوحاً، وراحاً وراحةً وأَرْيَحِيَّةً ورِياحةً: أَشْرَق له وفَرِحَ به وأَخَذَتْه له خِفَّةٌ وأَرْيَحِيَّةٌ؛ قال الشاعر:

  إِنَّ البخيلَ إِذا سأَلْتَ بَهَرْتَه ... وتَرَى الكريمَ يَراحُ كالمُخْتالِ

  وقد يُستعارُ للكلاب وغيرها؛ أَنشد اللحياني:

  خُوصٌ تَراحُ إِلى الصِّياحِ إِذا غَدَتْ ... فِعْلَ الضِّراءِ، تَراحُ للكَلَّابِ

  ويقال: أَخذته الأَرْيَحِيَّة إِذا ارتاح للنَّدَى.

  وراحتْ يَدُه بكذا أَي خَفَّتْ له.

  وراحت يده بالسيف أَي خفت إِلى الضرب به؛ قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي عائذ الهذلي يصف صائداً:

  تَراحُ يَداه بِمَحْشُورة ... خَواظِي القِداحِ، عِجافِ النِّصال

  أَراد بالمحشورة نَبْلَا، للُطْفِ قَدِّها لأَنه أَسرع لها في الرمي عن القوس.

  والخواظي: الغلاظ القصار.

  وأَراد بقوله عجاف النصال: أَنها أُرِقَّتْ.

  الليث: راحَ الإِنسانُ إِلى الشيء يَراحُ إِذا نَشِطَ وسُرَّ به، وكذلك ارتاحَ؛ وأَنشد:

  وزعمتَ أَنَّك لا تَراحُ إِلى النِّسا ... وسَمِعْتَ قِيلَ الكاشِحَ المُتَرَدِّدِ

  والرِّياحَة: أَن يَراحَ الإِنسانُ إِلى الشيء فيَسْتَرْوِحَ ويَنْشَطَ إِليه.

  والارتياح: النشاط.

  وارْتاحَ للأَمر: كراحَ؛ ونزلت به بَلِيَّةٌ فارْتاحَ الله له برَحْمَة فأَنقذه منها؛ قال رؤبة:

  فارْتاحَ رَبي، وأَرادَ رَحْمَتي ... ونِعْمَةً أَتَمَّها فتَمَّتِ

  أَراد: فارتاح نظر إِليَّ ورحمني.

  قال الأَزهري: قول