لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء المهملة]

صفحة 465 - الجزء 2

  ذلك الأَوانَ، وقد غلب على موضع الإِبل.

  والمُراحُ، بالضم: حيث تأْوي إِليه الإِبل والغنم بالليل.

  وقولهم: ماله سارِحةٌ ولا رائحةٌ أَي شيء؛ راحتِ الإِبلُ وأَرَحْتُها أَنا إِذا رددتُها إِلى المُراحِ؛ وفي حديث سَرِقَة الغنم: ليس فيه قَطْعٌ حتى يُؤْوِيَه المُراح؛ المُراحُ، بالضم: الموضع الذي تَرُوحُ إِليه الماشية أَي تأْوي إِليه ليلًا، وأَما بالفتح، فهو الموضع الذي يروح إِليه القوم أَو يَروحُونَ منه، كالمَغْدَى الموضع الذي يُغْدَى منه.

  وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ: وأَراحَ عَلَيَّ نَعَماً ثَرِيّاً أَي أَعطاني، لأَنها كانت هي مُراحاً لِنَعَمِه، وفي حديثها أَيضاً: وأَعطاني من كل رائحة زَوْجاً أَي مما يَرُوحُ عليه من أَصناف المال أَعطاني نصيباً وصِنْفاً، ويروى: ذابِحةٍ، بالذال المعجمة والباء، وقد تقدم.

  وفي حديث أَبي طلحة: ذاك مالٌ رائحٌ أَي يَرُوحُ عليك نَفْعُه وثوابُه يعني قُرْبَ وُصوله إِليه، ويروى بالباء وقد تقدم.

  والمَراحُ، بالفتح: الموضع الذي يَرُوحُ منه القوم أَو يَرُوحُون إِليه كالمَغْدَى من الغَداةِ؛ تقول: ما ترك فلانٌ من أَبيه مَغدًى ولا مَراحاً إِذا أَشبهه في أَحوالِه كلها.

  والتَّرْوِيحُ: كالإِراحةِ؛ وقال اللحياني: أَراحَ الرجل إِراحةً وإِراحاً إِذا راحت عليه إِبلُه وغنمه وماله ولا يكون ذلك إِلَّا بعد الزوال؛ وقول أَبي ذؤيب:

  كأَنَّ مَصاعِيبَ، زُبَّ الرُّؤُوسِ ... في دارِ صِرْمٍ، تُلاقس مُرِيحا

  يمكن أَن يكون أَراحتْ لغة في راحت، ويكون فاعلاً في معنى مفعول، ويروى: تُلاقي مُرِيحاً أَي الرجلَ الذي يُرِيحُها.

  وأَرَحْتُ على الرجل حَقَّه إِذا رددته عليه؛ وقال الشاعر:

  أَلا تُرِيحي علينا الحقَّ طائعةً ... دونَ القُضاةِ، فقاضِينا إِلى حَكَمِ

  وأَرِحْ عليه حَقَّه أَي رُدَّه.

  وفي حديث الزبير: لولا حُدُودٌ فُرِضَتْ وفرائضُ حُدَّتْ تُراحُ على أَهلها أَي تُرَدُّ إِليهم وأَهلُها هم الأَئمة، ويجوز بالعكس وهو أَن الأَئمة يردُّونها إِلى أَهلها من الرعية؛ ومنه حديث عائشة: حتى أَراحَ الحقَّ على أَهله.

  ورُحْتُ القومَ رَوْحاً ورَواحاً ورُحْتُ إِليهم: ذهبت إِليهم رَواحاً أَو رُحْتُ عندهم.

  وراحَ أَهلَه ورَوَّحَهم وتَرَوَّحَهم: جاءهم رَواحاً.

  وفي الحديث: على رَوْحةٍ من المدينة أَي مقدار رَوْحةٍ، وهي المرَّة من الرَّواح.

  والرَّوائح: أَمطار العَشِيّ، واحدتُها رائحة، هذه عن اللحياني.

  وقال مرة: أَصابتنا رائحةٌ أَي سَماء.

  ويقال: هما يَتَراوحان عَمَلاً أَي يتعاقبانه، ويَرْتَوِحان مثلُه؛ ويقال: هذا الأَمر بيننا رَوَحٌ ورَوِحٌ وعِوَرٌ إِذا تَراوَحُوه وتَعاوَرُوه.

  والمُراوَحَةُ: عَمَلانِ في عَمَل، يعمل ذا مرة وذا مرة؛ قال لبيد:

  ووَلَّى عامِداً لَطَياتِ فَلْجٍ ... يُراوِحُ بينَ صَوْنٍ وابْتِذالِ

  يعني يَبْتَذِل عَدْوَه مرة ويصون أُخرى أَي يكُفُّ بعد اجتهاد.

  والرَّوَّاحةُ: القطيعُ⁣(⁣١) من الغنم.

  ورَواحَ الرجلُ بين جنبيه إِذا تقلب من جَنْب إِلى جَنْب؛ أَنشد يعقوب:

  إِذا اجْلَخَدَّ لم يَكَدْ يُراوِحُ ... هِلْباجةٌ حَفَيْسَأٌ دُحادِحُ


(١) قوله [والرواحة القطيع الخ] كذا بالأَصل بهذا الضبط.