لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء المهملة]

صفحة 466 - الجزء 2

  وراوَحَ بين رجليه إِذا قام على إِحداهما مرَّة وعلى الأَخرى مرة.

  وفي الحديث: أَنه كان يُراوِحُ بين قدميه من طول القيام أَي يعتمد على إِحداهما مرة وعلى الأُخرى مرة ليُوصِلَ الراحةَ إِلى كلٍّ منهما؛ ومنه حديث ابن مسعود: أَنه أَبْصَرَ رجلاً صافًّا قدميه، فقال: لو راوَحَ كان أَفضلَ؛ ومنه حديث بكر بن عبد الله: كان ثابتٌ يُراوِحُ بين جَبْهَتِه وقَدَمَيه أَي قائماً وساجداً، يعني في الصلاة؛ ويقال: إِن يديه لتَتراوَحانِ بالمعروف؛ وفي التهذيب: لتَتَراحانِ بالمعروف.

  وناقة مُراوِحٌ: تَبْرُكُ من وراء الإِبل؛ الأَزهري: ويقال للناقة التي تبركُ وراءَ الإِبلِ: مُراوِحٌ ومُكانِفٌ، قال: كذلك فسره ابن الأَعرابي في النوادر.

  والرَّيِّحةُ من العضاه والنَّصِيِّ والعِمْقَى والعَلْقى والخِلْبِ والرُّخامَى: أَن يَظْهَر النبتُ في أُصوله التي بقيت من عامِ أَوَّلَ؛ وقيل: هو ما نبت إِذا مسَّه البَرْدُ من غير مطر، وحكى كراع فيه الرِّيحة على مثال فِعْلَة، ولم يَلْحك مَنْ سِواه إِلَّا رَيِّحة على مِثال فَيِّحة.

  التهذيب: الرَّيِّحة نبات يَخْضَرُّ بعدما يَبِسَ ورَقُه وأَعالي أَغصانه.

  وتَرَوَّحَ الشجرُ وراحَ يَراحُ: تَفَطَّرَ بالوَرَقِ قبل الشتاء من غير مطر، وقال الأَصمعي: وذلك حين يَبْرُدُ الليل فيتفطر بالورق من غير مطر؛ وقيل: تَرَوَّحَ الشجر إِذا تَفَطَّرَ بوَرَقٍ بعد إِدبار الصيف؛ قال الراعي:

  وخالَفَ المجدَ أَقوامٌ، لهم وَرَقٌ ... راحَ العِضاه به، والعِرْقُ مَدْخولُ

  وروى الأَصمعي:

  وخادَعَ المجدُ أَقواماً لهم وَرِقٌ

  أَي مال.

  وخادَعَ: تَرَكَ، قال: ورواه أَبو عمرو: وخادَعَ الحمدَ أَقوام أَي تركوا الحمد أَي ليسوا من أَهله، قال: وهذه هي الرواية الصحيحة.

  قال الأَزهري: والرَّيِّحة التي ذكرها الليث هي هذه الشجرة التي تَتَرَوَّحُ وتَراحُ إِذا بَرَدَ عليها الليلُ فتتفطرُ بالورق من غير مطر، قال: سمعت العرب تسمِّيها الرَّيِّحة.

  وتَرَوُّحُ الشجر: تَفَطُّره وخُروجُ ورقه إِذا أَوْرَق النبتُ في استقبال الشتاء، قال: وراحَ الشجر يَراحُ إِذا تفطر بالنبات.

  وتَرَوَّحَ النبتُ والشجر: طال.

  وتَرَوَّحَ الماءُ إِذا أَخذ رِيحَ غيره لقربه منه.

  وتَرَوَّحَ بالمِرْوَحةِ وتَرَوَّحَ أَي راحَ من الرَّواحِ.

  والرَّوَحُ، بالتحريك: السَّعَةُ؛ قال المتنخل الهُذَليّ:

  لكنْ كبيرُ بنُ هِنْدٍ، يومَ ذَلِكُمُ ... فُتْحُ الشَّمائل، في أَيْمانِهِم رَوَحْ

  وكبير بن هند: حيٌّ من هذيل.

  والفتخ: جمع أَفْتَخَ، وهو اللَّيِّنُ مَفْصِلِ اليدِ؛ يريد أَن شمائلهم تَنْفَتِخُ لشدَّة النَّزْعِ، وكذلك قوله: في أَيمانهم رَوَح؛ وهو السَّعَة لشدَّة ضربها بالسيف، وبعده:

  تَعْلُو السُّيوفُ بأَيْدِيهِم جَماجِمَهُم ... كما يُفَلَّقُ مَرْوُ الأَمْعَز الصَّرَحُ

  والرَّوَحُ: اتساعُ ما بين الفخذين أَو سَعَةٌ في الرجلين، وهو دون الفَحَج، إِلَّا أَن الأَرْوح تتباعَدُ صدورُ قدميه وتَتَدانى عَقِباه.

  وكل نعامة رَوْحاء؛ قال أَبو ذؤيب:

  وزَفَّتِ الشَّوْلُ من بَرْدِ العَشِيِّ، كما ... زَفَّ النَّعامُ إِلى حَفَّانِه الرُّوحِ

  وفي حديث عمر، ¥: أَنه كان أَرْوَحَ كأَنه راكبٌ والناس يمشونَ؛ الأَروَحُ: الذي تتدانى