لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين]

صفحة 492 - الجزء 2

  سَنَحَ لي الشيءُ إِذا عرض.

  وفي حديث أَبي بكر قال لأُسامة: أَغِرْ عليه غارةً سَنْحاءَ، مِن سَنَحَ له الرأْيُ إِذا اعترضه؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، والمعروف سَحَّاء، وقد ذكر في موضعه؛ ابن السكيت: يقال سَنَحَ له سانحٌ فَسَنَحه عما أَراد أَي رَدَّه وصرفه.

  وسَنَحَ بالرجل وعليه: أَخرجه أَو أَصابه بشرّ.

  وسَنَحْتُ بكذا أَي عَرَّضْتُ ولَحَنْتُ؛ قال سَوَّارُ بن المُضَرّب:

  وحاجةٍ دونَ أُخْرَى قد سَنَحْتُ لها ... جعلتها، للتي أَخْفَيتُ، عُنْوانا

  والسَّنِيحُ: الخَيْطُ الذي ينظم فيه الدرُّ قبل أَن ينظم فيه الدر، فإِذا نظم، فهو عِقْد، وجمعه سُنُح.

  اللحياني: خَلِّ عن سُنُحِ الطريق وسُجُح الطريق، بمعنى واحد؛ الأَزهري: وقال بعضهم السَّنِيحُ الدُّرُّ والحَلْيُ؛ قال أَبو داود يذكر نساء:

  وتَغَالَيْنَ بالسَّنِيحِ ولا يَسْأَلْنَ ... غِبَّ الصَّباحِ: ما الأَخبارُ؟

  وفي النوادر: يقال اسْتَسْنَحْته عن كذا وتَسَنَّحْته واستنحسته عن كذا وتَنَحَّسْته، بمعنى استفحصته.

  ابن الأَثير: وفي حديث عليّ:

  سَنَحْنَحُ الليل كأَني جِنِّي⁣(⁣١)

  أَي لا أَنام الليل أَبداً فأَنا متيقظ، ويروى سَمَعْمَعُ، وسيأْتي ذكره في موضعه؛ وفي حديث أَبي بكر: كان منزلُه بالسُّنُح، بضم السين، قيل: هو موضع بعوالي المدينة في منازل بني الحرث بن الخَزْرَج، وقد سَمَّتْ سُنَيْحاً وسِنْحاناً.

  سنطح: التهذيب: السِّنْطاحُ من النُّوقِ الرَّحِيبةُ الفَرْج؛ وقال:

  يَتْبَعْنَ سَمْحاءَ من السَّرادِحِ ... عَيْهَلَةَ حَرْفاً من السَّناطِحِ

  سوح: السَّاحةُ: الناحية، وهي أَيضاً فَضاء يكون بين دُور الحَيِّ.

  وساحةُ الدار: باحَتُها، والجمع ساحٌ وسُوحٌ وساحاتٌ، الأُولى عن كراع؛ قال الجوهري: مثل بَدَنةٍ وبُدْنٍ وخَشَبَةٍ وخُشْبٍ والتصغير سُوَيْحَةٌ.

  سيح: السَّيْحُ: الماءُ الظاهر الجاري على وجه الأَرض، وفي التهذيب: الماء الظاهر على وجه الأَرض، وجمعُه سُيُوح.

  وقد ساحَ يَسيح سَيْحاً وسَيَحاناً إِذا جرى على وجه الأَرض.

  وماءٌ سَيْحٌ وغَيْلٌ إِذا جرى على وجه الأَرض، وجمعه أَسْياح؛ ومنه قوله:

  لتسعة أَسياح وسيح العمر⁣(⁣٢)

  وأَساحَ فلانٌ نهراً إِذا أَجراه؛ قال الفرزدق:

  وكم للمسليمن أَسَحْتُ بَحْري ... بإِذنِ الله من نَهْرٍ ونَهْرِ⁣(⁣٣)

  وفي حديث الزكاة: ما سُقِي بالسَّيْح ففيه العُشْرُ أَي الماء الجاري.

  وفي حديث البراء في صفة بئرٍ: فلقد أُخْرِجَ أَحدُنا بثوب مخافة الغرق ثم ساحتْ أَي جرى ماؤها وفاضت.

  والسِّياحةُ: الذهاب في الأَرض للعبادة والتَّرَهُّب؛ وساح في الأَرض يَسِيح سِياحةً وسُيُوحاً وسَيْحاً


(١) قوله [سنحنح الخ] هو والسمعمع مما كرر عينه ولامه معاً، وهما من سنح وسمع؛ فالسنحنح: العرّيض الذي يسنح كثيراً، وأَضافه إِلى الليل، على معنى أَنه يكثر السنوح فيه لأَعدائه، والتعرّض لهم لجلادته كذا بهامش النهاية.

(٢) قوله [لتسعة أَسياح الخ] هكذا في الأَصل.

(٣) قوله [أَسحت بحري] كذا بالأَصل وشرح القاموس، والذي في الأَساس أَسحت فيهم.