لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد]

صفحة 508 - الجزء 2

  مَفْعَلة من الصِّحَّة العافية، وهو كقوله في الحديث الآخر: صُومُوا تَصِحُّوا.

  والسَّفَر أَيضاً مَصَحَّة.

  وأَرض مَصَحَّة ومَصِحَّةٌ: بريئة من الأَوْباء صحيحة لا وَباءَ فيها، ولا تكثر فيها العِلَلُ والأَسقامُ.

  وصَحاحُ الطريق: ما اشتدَّ منه ولم يَسْهُلْ ولم يُوطَأْ.

  وصَحاحُ الطريق: شدَّته؛ قال ابن مُقْبل يصف ناقة:

  إِذا واجَهَتْ وَجْه الطريقِ، تَيَمَّمَتْ ... صَحاحَ الطريقِ، عِزَّةً أَن تَسَهَّلا

  وصَحَّ الشيءَ: جعله صحيحاً.

  وصَحَّحْتُ الكتابَ والحسابَ تصحيحاً إِذا كان سقيماً فأَصلحت خطأَه.

  وأَتيتُ فلاناً فأَصْحَحْتُه أَي وجدته صحيحاً.

  والصحيح من الشِّعْر: ما سَلِمَ من النقص، وقيل: كل ما يمكن فيه الزِّحافُ فَسَلِمَ منه، فهو صحيح؛ وقيل: الصحيح كل آخر نصف يسلم من الأَشياء التي تقع عِللاً في الأَعاريض والضروب ولا تقع في الحشو.

  والصَّحْصَحُ والصَّحْصاحُ والصَّحْصَحان: كله ما استوى من الأَرض وجَرِدَ، والجمع الصَّحاصِحُ.

  والصَّحْصَحُ: الأَرضُ الجَرْداءُ المستوية ذاتُ حَصًى صِغار.

  وأَرض صَحاصِحُ وصَحْصَحانٌ: ليس بها شيء ولا شجر ولا قرار للماء، قال: وقلَّما تكون إِلَّا إِلى سَنَدِ وادٍ أَو جبل قريب من سَنَدِ وادٍ؛ قال: والصَّحْراءُ أَشدُّ استواء منها؛ قال الراجز:

  تَراه بالصَّحاصِحِ السَّمالِقِ ... كالسَّيفِ من جَفْنِ السِّلاحِ الدَّالِقِ

  وقال آخر:

  وكم قَطَعْنا من نِصابِ عَرْفَجِ ... وصَحْصَحانٍ قَذُفٍ مُخَرَّجِ،

  به الرَّذايا كالسَّفِينِ المُخْرَجِ

  ونِصابُ العَرْفَج: ناحيته.

  والقُذُفُ: التي لا مَرْتَعَ بها.

  والمُخَرَّجُ: الذي لم يصبه مطر؛ أَرضٌ مُخَرَّجة.

  فشبه شُخُوصَ الإِبل الحَسْرَى بشُخُوصِ السُّفُن؛ ويقال: صَحْصاحٌ؛ وأَنشد:

  حيثُ ارْثَعَنَّ الوَدْقُ في الصَّحْصاحِ

  وفي حديث جُهَيْشٍ: وكائٍنْ قَطَعْنا إِليك من كذا وكذا وتَنُوفةٍ صَحْصَحٍ؛ والصَّحْصَحُ والصَّحْصحة والصَّحْصَحانُ: الأَرض المستوية الواسعة.

  والتَّنُوفةُ: البَرِّيَّةُ؛ ومنه حديث ابن الزبير لما أَتاه قَتْلُ الضحاك، قال: إِنَّ ثَعْلَبَ بن ثْعلَبٍ حَفَرَ بالصَّحْصحةِ، فأَخطأَت اسْتُه الحُفْرةَ؛ وهذا مثل للعرب تضربه فيمن لم يصب موضع حاجته، يعني أَن الضحاك طلب الإِمارة والتقدُّمَ فلم ينلها.

  ورجل صُحْصُحٌ وصُحْصُوحٌ: يَتَتَبَّعُ دقائق الأُمور فيُحْصِيها ويَعْلمُها؛ وقول مُلَيْحِ الهذلي:

  فَحُبُّكَ لَيْلى حين يَدْنُو زَمانه ... ويَلْحاكَ في لَيْلى العَرِيفُ المُصَحْصِحُ

  قيل: أَراد الناصِحَ، كأَنه المُصَحِّحُ فكره التضعيف.

  والتَّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ⁣(⁣١): هي الباطل، وكذلك الترهات البَسابِسُ، وهما بالإِضافة أَجودُ؛ قال ابن مقبل:

  وما ذِكْرُه دَهْماءَ، بعدَ مَزارِها ... بنَجْرانَ، إِلَّا التُّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ

  ويقال للذي يأْتي بالأَباطيل: مُصَحْصِحٌ.

  صدح: صَدَحَ الرجلُ يَصْدَحُ صَدْحاً وصُداحاً، وهو صَدَّاحٌ وصَدُوحٌ وصَيْدَحٌ: رفع صوته بغناء أَو غيره.

  والقَيْنَةُ الصادحة: المغنية.


(١) قوله [والترهات الصحاصح الخ] عبارة الجوهري: والترهات الصحاصح هي الباطل؛ هكذا حكاه أَبو عبيد، وكذلك الترهات البسابس، وهما بالإِضافة أجود عندي.