لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 132 - الجزء 1

  عِدَّتُها. وقال الأَخفش: أَقْرَأَتِ المرأَةُ إذا صارت صاحِبةَ حَيْضٍ، فإِذا حاضت قلت: قَرَأَتْ، بلا أَلف.

  يقال: قَرَأَتِ المرأَةُ حَيْضَةً أَو حَيْضَتَيْن.

  والقَرْءُ انْقِضاءُ الحَيْضِ.

  وقال بعضهم: ما بين الحَيْضَتَيْن.

  وفي إِسْلامِ أَبي ذَرّ: لقد وضَعْتُ قولَه على أَقْراءِ الشِّعْر، فلا يَلْتَئِمُ على لِسانِ أَحدٍ أَي على طُرُق الشِّعْر وبُحُوره، واحدها قَرْءٌ، بالفتح.

  وقال الزمخشري، أَو غيره: أَقْراءُ الشِّعْر: قَوافِيه التي يُخْتَمُ بها، كأَقْراءِ الطُّهْر التي يَنْقَطِعُ عِندَها.

  الواحد قَرْءٌ وقُرْءٌ وقَرِيءٌ، لأَنها مَقَاطِعُ الأَبيات وحُدُودُها.

  وقَرَأَتِ الناقةُ والشَّاةُ تَقْرَأُ: حَمَلَتْ.

  قال:

  هِجانُ اللَّوْنِ لم تَقْرَأْ جَنِينا

  وناقة قارئٌ، بغير هاء، وما قَرَأَتْ سَلىً قَطُّ: ما حَمَلَتْ مَلْقُوحاً، وقال اللحياني: معناه ما طَرَحَتْ.

  وقَرَأَتِ الناقةُ: وَلَدت.

  وأَقْرَأَت الناقةُ والشاةُ: اسْتَقَرَّ الماءُ في رَحِمِها؛ وهي في قِرْوتها، على غير قياس، والقِياسُ قِرْأَتها.

  وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال يقال: ما قَرَأَتِ الناقةُ سَلىً قَطُّ، وما قَرَأَتْ مَلْقُوحاً قَطُّ.

  قال بعضهم: لم تَحْمِلْ في رَحمِها ولداً قَطُّ.

  وقال بعضهم: ما أَسْقَطَتْ ولداً قَطُّ أَي لم تحمل.

  ابن شميل: ضَرَبَ الفحلُ الناقةَ على غير قُرْءٍ⁣(⁣١)، وقُرْءُ الناقةِ: ضَبَعَتُها.

  وهذه ناقة قارئٌ وهذه نُوقٌ قَوارِئُ يا هذا؛ وهو من أَقْرأَتِ المرأَةُ، إلا أَنه يقال في المرأَة بالأَلف وفي الناقة بغير أَلف.

  وقَرْءُ الفَرَسِ: أَيامُ وداقِها، أَو أَيام سِفادِها، والجمع أَقْراءٌ.

  واسْتَقْرَأَ الجَملُ الناقةَ إذا تارَكَها ليَنْظُر أَلَقِحَت أَم لا.

  أبو عبيدة: ما دامت الوَدِيقُ في وَداقِها، فهي في قُرُوئها، وأَقْرائِها.

  وأَقْرأَتِ النُّجوم: حانَ مغِيبها.

  وأَقْرَأَتِ النجومُ أَيضاً: تأَخَّر مَطَرُها.

  وأَقْرَأَتِ الرِّياحُ: هَبَّتْ لأَوانِها ودَخلت في أَوانِها.

  والقارئُ: الوَقْتُ.

  وقول مالك بن الحَرثِ الهُذَليّ:

  كَرِهْتُ العَقْرَ عَقْرَ بَنِي شَلِيلٍ ... إذا هَبْتْ، لقارئِها، الرِّياحُ

  أَي لوَقْتِ هُبُوبِها وشِدَّة بَرْدِها.

  والعَقْرُ: مَوضِعٌ بعَيْنِه.

  وشَلِيلٌ: جَدُّ جَرِير بن عبد اللَّه البَجَلِيّ.

  ويقال هذا قارِيءُ الرِّيح: لوَقْتِ هُبُوبِها، وهو من باب الكاهِل والغارِب، وقد يكون على طَرْحِ الزَّائد.

  وأَقْرَأَ أَمْرُك وأَقْرَأَتْ حاجَتُك، قيل: دنا، وقيل: اسْتَأْخَر.

  وفي الصحاح: وأَقْرَأَتْ حاجَتُكَ: دَنَتْ.

  وقال بعضهم: أَعْتَمْتَ قِراكَ أَم أَقْرَأْتَه أَي أَحَبَسْتَه وأَخَّرْته؟ وأَقْرَأَ من أَهْله: دَنا.

  وأَقرأَ من سَفَرِه: رَجَعَ.

  وأَقْرَأْتُ من سَفَري أي انْصَرَفْتُ.

  والقِرْأَةُ، بالكسر، مثل القِرْعةِ: الوَباءُ.

  وقِرْأَةُ البِلاد: وباؤُها.

  قال الأَصمعي: إذا قَدِمْتَ بلاداً فَمَكَثْتَ بها خَمْسَ عَشْرةَ ليلة، فقد ذَهَبت عنكَ قِرْأَةُ البلاد، وقِرْءُ البلاد.

  فأَما قول أَهل الحجاز قِرَةُ البلاد، فإنما هو على حذف


(١) قوله [غير قرء] هي في التهذيب بهذا الضبط.