لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد]

صفحة 520 - الجزء 2

  وصَوَّحَتْه الريحُ: أَيْبَسَتْه؛ قال ذو الرمة:

  وصَوَّحَ البَقْلَ نَأْآجٌ تَجِيءُ به ... هَيْفٌ يَمانِيةٌ، في مَرِّها نَكَبُ

  وقيل: تَصَوَّحَ البقلُ إِذا يبس أَعلاه وفيه نُدُوَّةٌ؛ وأَنشد للراعي:

  وحارَبَت الهَيْفُ الشَّمالَ، وآذَنَتْ ... مَذانِبُ، منها اللَّدْنُ والمُتَصَوِّحُ

  وتَصَوَّحَتِ الأَرضُ من اليُبْسِ ومن البَرْدِ: يَبِسَ نَباتُها.

  والانْصِياحُ: كالتَّصَوُّحِ.

  والصَّاحَةُ من الأَرض: التي لا تُنْبِتُ شيئاً أَبداً.

  الأَصمعي: إِذا تَهَيَّأَ النباتُ لليُبْسِ قيل: قد اقْطارَّ، فإِذا يَبِسَ وانْشَقَّ قيل: قد تَصَوَّحَ؛ قال الأَزهري: وتَصَوُّحُه من يُبْسِه زمانَ الحرِّ لا من آفَةٍ تُصيبه.

  وفي الحديث: نهى عن بيع النخل قبل أَن يُصَوِّحَ أَي قبل أَن يستبين صلاحُه وجَيِّدُه من رَديئه.

  وفي حديث ابن عباس: أَنه سئل متى يَحِلُّ شِراءُ النخل؟ قال: حين يُصَوِّحُ، ويروى بالراء، وقد تقدم.

  وفي حديث الاستسقاء: اللهم انْصاحتْ جِبالُنا أَي تَشَققت وجَفَّتْ لعدم المطر.

  يقال: صاحَه يَصُوحُه، فهو مُنْصاحٌ إِذا شَقَّه.

  وصَوَّحَ النباتُ إِذا يَبِسَ وتَشَقَّقَ؛ وفي حديث عليّ: فبادِرُوا العِلم من قبل تَصْوِيح نَبْتِه؛ وفي حديث ابن الزبير: فهو يَنْصاحُ عليكم بوابل البَلايا أَي يَنْشَقُّ عليكم؛ قال الزمخشري: ذكره الهروي بالصاد والحاء، قال: وهو تصحيف.

  وانْصاحَ الثوبُ انْصِياحاً: تشقق من قِبَلِ نَفْسه؛ ومنه قول عَبيدٍ يصف مطراً قد ملأَ الوِهادَ والقَرارات:

  فأَصْبَحَ الرَّوْضُ والقِيعانُ مُتْرَعَةً ... ما بين مُرْتَتِقٍ منها ومُنْصاحِ

  قال شمر: ورواه ابن الأَعرابي:

  من بين مُرْتَفِقٍ منها ومُنْصاحِ

  وفَسَّرَ: المُنْصاحُ الفائض الجاري على وجه الأَرض، قال: والمُرْتَفِقُ الممتلئ.

  والمُرْتَتِقُ من النبات: الذي لم يخرج نَوْرُه وزَهْرُه من أَكمامه.

  والمُنْصاحُ: الذي قد ظهر زَهْرُه.

  وقوله: منها، يريد من نبتها فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه؛ قال: وروي عن أَبي تَمَّام الأَسَدِيِّ أَنه أَنشده:

  من بين مُرْتَفِقٍ منها ومن طاحي

  وقال: الطاحي الذي فاضَ وسالَ وذهب.

  وتَصَايَحَ غِمْدُ السيف إِذا تشقق.

  وفي النوادر: صَوَّحَتْه الشمسُ ولَوَّحَتْه وصَمَحَتْه إِذا أَذْوَتْه وآذَتْه.

  والتَّصَوُّحُ: التَّشقُّق في الشَّعَر وغيره.

  وتَصَوُّحُ الشعر: تشقُّقُه من قِبَلِ نفسه وتَناثره؛ وقد صَوَّحَه الجُفُوفُ.

  وصُحْتُ الشيءَ فانْصاحَ أَي شققته فانشقَّ.

  وانْصاحَ القمر: استنار.

  وانْصاحَ الفجرُ انْصِياحاً إِذا استنار وأَضاءَ، وأَصله الانشقاق.

  والصُّوَّاحةُ، على تقدير فُعَّالة: من تشقق الصُّوف⁣(⁣١)؛ وقد صَوَّحه.

  والصُّوَاحُ: عَرَقُ الخيل خاصةً، وقد يُعَمُّ به؛ وأَنشد الأَصمعي:

  جَلَبْنَ الخَيْلَ دامِيةً كُلاها ... يُسَنُّ على سَنابِكِها الصُّواحُ

  ويروى يسيل؛ ومثله قوله:

  تُسَنُّ على سَنابِكِها القُرُونُ

  وفي الحديث: أَن مُحَلِّم بنَ جُثامةَ الليثي قتل رجلاً يقول: لا إِله إِلَّا الله؛ فلما مات هو دفنوه فلفظته


(١) قوله [من تشقق الصوف] عبارة القاموس ما تشقق من الشعر.