لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الضاد]

صفحة 525 - الجزء 2

  أُمُّه بالله لا يُظِلُّها ظِلٌّ ولا تزال في الضِّحِّ والريح حتى يرجع إِليها؛ وفي الحديث: لو مات كَعْبٌ عن الضِّحِّ والريحِ لَوَرِثَه الزبير؛ أَراد: لو مات عما طلعت عليه الشمس وجرت عليه الريح، كَنَى بهما عن كثرة المال؛ وكان النبي، ، قد آخَى بين الزبير وبين كعب بن مالك.

  قال ابن الأَثير: ويروى عن الضِّيح والريح.

  والضِّحُّ: ما بَرَزَ من الأَرض للشمس.

  والضِّحُّ: البَراز الظاهرُ من الأَرض، ولا جمع لكل شيء من ذلك.

  والضَّحْضَحُ والضَّحْضاحُ: الماء القليل يكون في الغدير وغيره، والضَّحْلُ مثله، وكذلك المُتَضَحْضِحُ؛ وأَنشد شمر لساعدة بن جُؤَيَّة:

  واسْتَدْبَرُوا كلَّ ضَحْضاحٍ مُدَفِّئَةٍ ... والمُحْصَناتِ وأَوزاعاً من الصَرَمِ⁣(⁣١)

  وقيل: هو الماء اليسير؛ وقيل: هو ما لا غَرَقَ فيه ولا له غَمْرٌ؛ وقيل: هو الماءُ إِلى الكعبين إِلى أَنصاف السُّوقِ؛ وقول أَبي ذؤيب:

  يَحُشُّ رَعْداً كَهَدْرِ الفَحْلِ، يَتْبَعُه ... أُدْمٌ، تَعَطَّفُ حَوْلَ الفَحلِ، ضَحْضاحُ

  قال خالد بن كُلْثوم: ضَحْضاحٌ في لغة هذيل كثير لا يعرفها غيرهم؛ يقال: عنده إِبل ضَحْضاحٌ، قال الأَصمعي: غَنَمٌ ضَحْضَاحٌ وإِبلٌ ضَحْضاحٌ كثيرة؛ وقال الأَصمعي: هي المنتشرة على وجه الأَرض؛ ومنه قوله:

  تُرَى بُيوتٌ، وتُرَى رِماحُ ... وغَنَمٌ مُزَنَّمٌ ضَحْضاحُ

  قال: الأَصمعي: هو القليل على كل حال، وأَراد هنا جماعة إِبل قليلة.

  وقد تَضَحْضَحَ الماءُ؛ قال ابن مُقْبل:

  وأَظْهَر في عِلانِ رَقْدٍ، وسَيْلُه ... عَلاجِيمُ، لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ⁣(⁣٢)

  وماء ضَحْضاحٌ أَي قريب القعر.

  وفي حديث أَبي المِنْهال: في النار أَوديةٌ في ضَحْضاح؛ شَبَّه قِلَّةَ النار بالضَّحْضاحِ من الماء فاستعاره فيه؛ ومنه الحديث الذي يروى في أَبي طالب: وجدته في غمرات من النار فأَخْرَجْتُه إِلى ضَحْضاحٍ؛ وفي رواية: إِنه في ضَحْضاحٍ من نار يَغْلي منه دِماغُه.

  والضَّحْضاحُ في الأَصل: ما رَقَّ من الماء على وجه الأَرض ما يبلغ الكعبين واستعاره للنار.

  والضَّحْضَحُ والضَّحْضَحةُ والتَّضَحْضُحُ: جَرْيُ السَّراب.

  وضَحْضَحَ السَّراب وتَضَحْضَحَ إِذا تَرَقْرَقَ.

  ضرح: الضَّرْحُ: التنحيةُ.

  وقد صَرَحَه أَي نحاه ودفعه، فهو مُضْطَرحٌ أَي رَمَى به في ناحية؛ قال الشاعر:

  فلما أَن أَتَيْنَ على أُضاخٍ ... ضَرَحْنَ حَصاه أَشْتاتاً عِزِينا

  وضَرَحَ عنه شهادة القوم يَضْرَحُها ضَرْحاً: جَرَّحَها وأَلقاها عنه لئلا يشهدوا عليه بباطل.

  والضَّرْحُ: أَن يؤخذ شيء فيرمى به في ناحية؛ قال الهذلي:

  تعلو السيوفُ بأَيديهم جَماجِمَهُمْ ... كما يُفَلِّقُ مَرْوَ الأَمْعَزِ الضَّرَحُ

  أَراد الضَّرْح، فحرك للضرورة.


(١) قوله [واستدبروا] أي استاقوا. والضحضاح: الإِبل الكثيرة. والمدفئة ذات الدفء. والأَوزاع: الضروب المتفرقة، كما فسره صاحب الأَساس. والصرم جمع صرمة: القطعة من الإِبل نحو الثلاثين. فحينئذ حق البيت أن ينشد عند قوله الآتي قريباً وإِبل ضحضاح كثيرة.

(٢) قوله [وأَظهر في علان الخ] أَي نزل السحاب في هذا المكان وقت الظهر.