لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 564 - الجزء 2

  وقالوا: قوسُ الله أَمانٌ من الغرق؛ والقُزْحة: الطريقة التي في تلك القَوس.

  الأَزهري: أَبو عمرو: القُسْطانُ قَوْسُ قُزَحَ.

  وسئل أَبو العباس عن صَرْفِ قُزَحَ، فقال: من جعله اسم شيطان أَلحقه بزُحَل؛ وقال المبرد: لا ينصرف زُحل لأَن فيه العلتين: المعرفة والعدل؛ قال ثعلب: ويقال إِن قُزَحاً جمع قُزْحة، وهي خطوط من صفة وحمرة وخضرة، فإِذا كان هذا، أَلحقته بزيد، قال: ويقال قُزَحُ اسم ملك مُوكَّل به، قال؛ فإِذا كان هكذا أَلحقته بعُمر؛ قال الأَزهري: وعمر لا ينصرف في المعرفة وينصرف في النكرة.

  الأَزهري: وقَوازِحُ الماء نُفَّاخاته التي تنتفخ فتذهب؛ قال أَبو وَجْزَة:

  لهم حاضِرٌ لا يُجْهَلُونَ، وصارِخٌ ... كسَيْل الغَوادِي، تَرْتَمِي بالقَوازِحِ

  وأَما قول الأَعشى يصف رجلًا:

  جالساً في نَفَرٍ قد يَئِسُوا ... في مَحيلِ القَدِّ من صَحْبٍ، قُزَحْ

  فإِنه عَنى بقُزَحَ لَقَباً له، وليس باسم، وقيل: هو اسم.

  والتقزيح: رأْسُ نَبْتٍ⁣(⁣١) أَو شجرةٍ إِذا تَشَعَّبَ شُعَباً مثلُ بُرْثُن الكلب، وهو اسم كالتَّمْتِينِ والتَّنْبيتِ؛ وقد قَزَّحتْ.

  وفي حديث ابن عباس: نهى عن الصلاة خَلْفَ الشجرة المُقَزَّحة؛ هي التي تشعبت شُعَباً كثيرة؛ وقد تَقَزَّح الشجر والنبات؛ وقيل: هي شجرة على صورة التِّين لها أَغصان قِصارٌ في رؤوسها مثل بُرْثُن الكلب؛ وقيل: أَراد بها كل شجرة قَزَّحَت الكلابُ والسباع بأَبوالها عليها؛ يقال: قَزَّح الكلبُ ببوله إِذا رفع رجله وبال.

  قال ابن الأَعرابي: من غريب شجر البرِّ المُقَزَّحُ، وهو شجر على صورة التين له غِصَنَة قِصار في رؤوسها مثلُ بُرْثُنِ الكلب؛ ومنه خبر الشَّعْبي: كره أَن يصلي الرجل في الشجرة المُقَزَّحة وإِلى الشجرة المُقَزَّحة.

  وقَزَّحَ العَرْفَجُ: وهو أَول نباته.

  وقُزَحُ أَيضاً: اسم جبل بالمزدلفة؛ ابن الأَثير: وفي حديث أَبي بكر: أَنه أَتى على قُزَحَ وهو يَخْرِشُ بعيره بِمِحْجَنِه؛ هو القَرْنُ الذي يقف عنده الإِمام بالمزدلفة، ولا ينصر للعدل والعلمية كعُمَرَ؛ قال: وكذلك قوس قُزَحَ إِلا مَن جعل قُزَحَ من الطرائق، فهو جمع قُزْحةٍ، وقد ذكرناه آنفاً.

  قسح: القَسْحُ والقُساحُ والقُسوحُ: بقاء الانعاظ؛ وقيل: هو شدّة الانعاظ ويُبْسُه.

  قَسَحَ يَقْسَحُ قُسوحاً، وأَقْسَحَ: كَثُر انعاظُه، وهو قاسِحٌ وقُساحٌ ومَقْسُوحٌ، هذه حكاية أَهل اللغة؛ قال ابن سيده: ولا أَجري للفظ مفعولٍ هنا وجهاً إِلا أَن يكون موضوعاً موضع فاعل كقوله تعالى: كان وعْدُه مَأْتِيّاً أَي آتياً.

  الأَزهري: إِنه لَقُساح مَقْسوح.

  وقاسَحَه: يابَسه.

  ورُمح قاسِحٌ: صُلْب شديد.

  والقُسوحُ: اليُبْسُ.

  وقَسَحَ الشيءُ قَساحةً وقُسوحةً إِذا صَلُبَ.

  قفح: الأَزهري: قَفَح فلانٌ عن الشيء إِذا امتنع عنه.

  وقَفَحَتْ نَفْسُه عن الطعام إِذا تركه؛ وأَنشد:

  يَسُفُّ خُراطَةَ مَكْرِ الجِنابِ ... حتى تَرَى نَفْسَه قافِحَه

  قال شمر: قافِحَةٌ أَي تاركة؛ قال: والخُراطَة ما انخرط عِيدانُه وورقه؛ وقال ابن دريد: قَفَحْتُ الشيء أَقْفَحُه إِذا اسْتَفَفْته.


(١) قوله [رأس نبت الخ] عبارة القاموس شيء على رأْس نبت الخ.