لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهمزة]

صفحة 73 - الجزء 3

  الهمزة: ضرب من الثياب، وهو في شعر الحطيئة يصف قفزاً:

  مُستهلكُ الوِرْدُ كالأَسْدِيّ، قد جعَلَتْ ... أَيدي المَطِيِّ به عادِيِّةً رَغُبا

  مستهلك الورد أَي يهلك وارده لطوله فشبهه بالثوب المُسَدَّى في استوائه، والعادية: الآبار.

  والرغب: الواسعة، الواحد رغيب؛ قال ابن بري: صوابه الأُسْدِيُّ، بضم الهمزة، ضرب من الثياب.

  قال: ووهم من جعله في فصل أَسد، وصوابه أَن يذكر فيفصل سديَ؛ قال أَبو علي: يقال أُسْديّ وأُسْتيٌّ، وهو جمع سَدىً وستىً للثوب المُسَدَّى كأُمْعُوز جمع مَعَزٍ.

  قال: وليس بجمع تكسير، وإِنما هو اسم واحد يراد به الجمع، والأَصل فيه أُسْدُويٌّ فقلبت الواو ياء لاجتماعهما وسكون الأَوّل منهما على حد مرميّ ومخشيّ.

  أصد: الأُصْدَةُ، بالضم: قميص صغير يلبس تحت الثوب؛ قال الشاعر:

  ومُرْهَق سالَ إِمْتاعاً بأُصْدَتِه ... لم يَسْتَعِن، وحوامي الموتِ تغْشاه

  ثعلب: الأُصْدَةُ الصُّدْرة؛ قال الشاعر:

  مثلَ البرام غدا في أُصْدَةٍ خلَقٍ ... لم يَسْتَعِنْ، وحوامي الموتِ تغشاه

  ويقال: أَصَّدْتُه تأْصيداً.

  ابن سيده: الأَصْدَة والأَصيدَة والمُؤَصَّدُ صدَارٌ تلبسه الجارية فإِذا أَدركت دَرّعت؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لكثير:

  وقد دَرَّعوها، وهْي ذات مُؤَصَّدٍ ... مَجُوبٍ، ولما تلبَسِ الدرعَ رِيدُها

  وقيل: الأُصدَة ثوب لا كُمَّيْ له تلبسه العروس والجارية الصغيرة.

  والأَصيدة كالحظيرة يعمل: لغة في الوصيدة.

  وأَصَدَ البابَ: أَطبقه كأَوصْد إِذا أَغلقه؛ ومنه قرأَ أَبو عمرو: إِنها عليهم مؤصدة؛ بالهمز، أَي مطبقة.

  وأَصَدع القدر: أَطبقها والاسم منها الإِصادُ والأَصاد، وجمعه أُصُد.

  أَبو عبيدة: آصدت وأَوصدت إِذا أَطبقت؛ الليث: الإِصادُ والإِصد هما بمنزلة المطبق؛ يقال: أَطبق عليهم الإِصادُ والوصادَ والإِصدة؛ وقال أَبو مالك: أَصَدْتنا مُذ اليومِ إِصادةً.

  والأَصيدُ: الفناء، والوصيد أَكثر.

  وذا الإِصادِ: موضع؛ قال:

  لطمن على ذاتِ الإِصادِ، وجمعُكم ... يَرَون الأَذى من ذِلَّةٍ وهوان

  وكان مجرى داحس والغَبْراء من ذاتِ الإِصاد، وهو موضع؛ وكانت الغايةُ مائة غلوةٍ.

  والإِصادُ: هي رَدْهة بين أَجْبُلٍ.

  أصفعد: الإِصْفَعْدُ: من أَسماء الخمر؛ قال أَبو المنيع الثعلبي:

  لها مَبْسَمٌ شخْتٌ كأَن رُضَابَه ... بُعَيْدَ كَراها، إِصْفَعِنْدٌ مُعَتَّق

  قال المفسر: أَنشدني البيت أَبو المبارك الأَعرابي القحذميّ عن أَبي المنيع لنفسه، قال: وما سمعت بهذا الحرف من أَحد غيره، قال: ورأَيته في شعره بخط ابن قطرب؛ قال ابن سيده: وإِنما أَثبته في الخماسي ولم أَحكم بزيادة النون لأَنه نادر لا مادة له ولا نظير في الأَبنية المعروفة، وأَحْرِ به أَن يكون في الخماسي كانقحل في الثلاثي.

  أطد: الأَطَد: العَوْسَج؛ عن كراع.