لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 113 - الجزء 3

  محسِنٌ جِدّاً، وهو على جِدِّ أَمر أَي عَجَلَةِ أَمر.

  والجِدُّ: الاجتهادُ في الأُمور.

  وفي الحديث: كان رسول الله، ، إِذا جَدَّ في السَّير جَمع بين الصَّلاتينِ أَي اهتمّ به وأَسرع فيه.

  وجَدَّ به الأَمرُ وأَجَدَّ إِذا اجتهد.

  وفي حديث أُحُدٍ: لئن أَشهَدَني الله مع النبي، ، قتلَ المشركين ليَرَيَنَّ اللَّه ما أَجِدُّ أَي ما أَجتهِدُ.

  الأَصمعي: يقال أَجَدَّ الرجل في أَمره يُجِدُّ إِذا بلغ فيه جِدَّه، وجَدَّ لغةٌ؛ ومنه يقال: فلان جادٌّ مُجِدٌّ أَي مجتهد.

  وقال: أَجَدَّ يُجِدٌّ إِذا صار ذا جِدٍّ واجتهاد.

  وقولهم أَجَدَّ بها أَمراً أَي أَجَدَّ أَمرَه بها، نصبٌ على التمييز كقولك: قررْتُ به عيناً أَي قرَّت عيني به؛ وقولهم: في هذا خطرٌ جِدُّ عظيمٍ أَي عظيمٌ جِدّاً.

  وجَدَّ به الأَمرُ: اشتد؛ قال أَبو سهم:

  أَخالِدُ لا يَرضى عن العبدِ ربُّه ... إِذا جَدَّ بالشيخ العُقوقُ المُصَمِّمُ

  الأَصمعي: أَجَدَّ فلان أَمره بذلك أَي أَحكَمَه؛ وأَنشد:

  أَجَدَّ بها أَمراً، وأَيقَنَ أَنه ... لها أَو لأُخْرى، كالطَّحينِ تُرابُها

  قال أَبو نصر: حكي لي عنه أَنه قال أَجَدَّ بها أَمراً، معناه أَجَدَّ أَمرَه؛ قال: والأَوّل سماعي، منه.

  ويقال: جدَّ فلانٌ في أَمرِه إِذا كان ذا حقيقةٍ ومَضاءٍ.

  وأَجَدَّ فلانٌ السيرَ إِذا انكمش فيه.

  أَبو عمرو: أَجِدَّكَ وأَجَدَّكَ معناهما ما لَكَ أَجِدّاً منك، ونصبهما على المصدر؛ قال الجوهري: معناهما واحد ولا يُتكلم به إِلا مضافاً.

  الأَصمعي: أَجِدَّكَ معناه أَبِجِدّ هذا منك، ونصبُهما بطرح الباءِ؛ الليث: من قال أَجِدَّكَ، بكسر الجيم، فإِنه يستحلفه بِجِدِّه وحقيقته، وإِذا فتح الجيم، استحلفه بجَدِّه وهو بخته.

  قال ثعلب: ما أَتاك في الشعر من قولك أَجِدَّك، فهو بالكسر، فإِذا أَتاك بالواو وجَدِّك، فهو مفتوح؛ وفي حديث قس:

  أَجِدَّكُما لا تَقْضيانِ كَراكُما

  أَي أَبِجِدِّ منكما، وهو نصب على المصدر.

  وأَ جِدَّك لا تفعل كذا، وأَجَدَّك، إِذا كسر الجيم استحلفه بِجِدِّه وبحقيقته، وإِذا فتحها استحلفه بِجَدِّه وببخته؛ قال سيبويه: أَجِدَّكَ مصدر كأَنه قال أَجِدّاً منك، ولكنه لا يستعمل إِلا مضافاً؛ قال: وقالوا هذا عربيٌّ جدًّا، نصبُه على المصدر لأَنه ليس من اسم ما قبله ولا هو هو؛ قال: وقالوا هذا العالمُ جِدُّ العالِمِ، وهذا عالِمٌ جِدُّ عالِمٍ، يريد بذلك التناهي وأَنه قد بلغ الغاية فيما يصفه به من الخلال.

  وصَرَّحْت بِجِدٍّ وجِدَّانَ وجِدَّاءَ وبِجِلْدانَ وجِلْداءَ؛ يضرب هذا مثلاً للأَمر إِذا بان وصَرُحَ؛ وقال اللحياني: صرّحت بِجِدَّانَ وجِدَّى أَي بِجِدٍّ.

  الأَزهري: ويقال صرّحت بِجِدَّاءَ غيرَ منصرف وبِجِدٍّ منصرف وبِجِدَّ غير مصروف، وبِجِدَّانَ وبِجَذَّان وبِقِدَّان وبِقَذَّانَ وبقِرْدَحْمَة وبقِذَحْمَة، وأَخرج اللبن رغوته، كل هذا في الشيء إِذا وضَح بعد التباسه.

  ويقال: جِدَّانَ وجِلْدانَ صحراءَ، يعني برز الأَمر إِلى الصحراء بعد ما كان مكتوماً.

  والجُدَّادُ: صغار الشجر، حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد للطرِمَّاح:

  تَجْتَني ثامِرَ جُدَّادِه ... من فُرادَى بَرَمٍ أَو تُؤامْ

  والجُدَّادُ: صِغارُ العضاه؛ وقال أَبو حنيفة: صغار