لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 115 - الجزء 3

  مؤنثة بالجديد، وهو مذكر إِما لأَن تأْنيثها غير حقيقي فأَوله على الإِناء والظرف، أَو لأن فعيلاً يوصف به المؤنث بلا علامة تأْنيث كما يوصف المذكر، نحو امرأَة قتيل وكفّ خَضيب، وكقوله ø: إن رحمة الله قريب.

  وفي حديث الزبير: أَن النبي، ، قال له: احبس الماء حتى يبلغ الجَدَّ، قال: هي ههنا المُسَنَّاةُ وهو ما وقع حول المزرعة كالجدار، وقيل: هو لغة في الجدار، ويروى الجُدُر، بالضم.

  جمع جدار، ويروى بالذال وسيأْتي ذكره.

  جرد: جَرَدَ الشيءَ يجرُدُه جَرْداً وجَرَّدَه: قشَره؛ قال:

  كأَنَّ فداءَها، إِذْ جَرَّدُوه ... وطافوا حَوْله، سُلَكٌ يَتِيمُ

  ويروى حَرَّدُوه، بالحاء المهملة وسيأْتي ذكره.

  واسمُ ما جُرِدَ منه: الجُرادَةُ.

  وجَرَدَ الجِلْدَ يَجْرُدُه جَرْداً: نزع عنه الشعر، وكذلك جَرَّدَه؛ قال طَرَفَةُ:

  كسِبْتِ اليماني قِدُّه لم يُجَرَّدِ

  ويقال: رجل أَجْرَدُ لا شعر عليه.

  وثَوْبٌ جَرْدٌ: خَلَقٌ قد سَقَطَ زِئْبِرُه، وقيل: هو الذي بين الجديد والخَلَق؛ قال الشاعر:

  أَجَعَلْتَ أَسْعَدَ للرِّماحِ دَرِيئَةً؟ ... هَبِلَتْكَ أُمُّكَ أَيَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ؟

  أَي لا تَرْقَع الأَخْلاق وتَتركْ أَسعدَ قد خَرَّقته الرماح فأَيُّ... تُصِلحُ⁣(⁣١) بَعْدَه.

  والجَرْدُ: الخَلَقُ من الثياب، وأَثْوابٌ جُرُودٌ؛ قال كُثَيِّرُ عزة:

  فلا تَبْعَدَنْ تَحْتَ الضَّريحةِ أَعْظُمٌ ... رَميمٌ، وأَثوابٌ هُناكَ جُرودُ

  وشَمْلَةٌ جَرْدَةٌ كذلك؛ قال الهذلي:

  وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ، شَفَيْنا أُحاحَه ... غَدَاتَئِذٍ، في جَرْدَةٍ، مُتَماحِلِ

  بَوْشِيٌّ: كثير العيال.

  متماحِلٌ: طويل: شفينا أُحاحَه أَي قَتَلْناه.

  والجَرْدَةُ، بالفتح: البُرْدَةُ المُنْجَرِدَةُ الخَلَقُ.

  وانْجَرَدَ الثوبُ أَي انسَحَق ولانَ، وقد جَرِدَ وانْجَرَدَ؛ وفي حديث أَبي بكر، ¥: ليس عندنا من مال المسلمين إِلَّا جَرْدُ هذه القَطِيفَةِ أَي التي انجَرَدَ خَمَلُها وخَلَقَتْ.

  وفي حديث عائشة، رضوان الله عليها: قالت لها امرأَة: رأَيتُ أُمي في المنام وفي يدها شَحْمَةٌ وعلى فَرْجِها جُرَيْدَةٌ، تصغير جَرْدَة، وهي الخِرْقة البالية.

  والجَرَدُ من الأَرض: ما لا يُنْبِتُ، والجمع الأَجاردُ.

  والجَرَدُ: فضاءٌ لا نَبْتَ فيه، وهذا الاسم للفضاء؛ قال أَبو ذؤيب يصف حمار وحش وأَنه يأْتي الماء ليلاً فيشرب:

  يَقْضِي لُبَانَتَه بالليلِ، ثم إِذا ... أَضْحَى، تَيَمَّمَ حَزْماً حَوْله جَرَدُ

  والجُرْدَةُ، بالضم: أَرض مسْتوية متجرِّدة.

  ومكانٌ جَرْدٌ وأَجْرَدُ وجَرِدٌ، لا نبات به، وفضاءٌ أَجْرَدُ.

  وأَرض جَرْداءُ وجَرِدَةٌ، كذلك، وقد جَرِدَتْ جَرَداً وجَرَّدَها القحطُ تَجْريداً.

  والسماءُ جَرْداءُ إِذا لم يكن فيها غَيْم من صَلَع.

  وفي حديث أَبي موسى: وكانت فيها أَجارِدُ أَمْسَكَتِ الماءَ أَي مواضعُ منْجَرِدَة من النبات؛ ومنه الحديث:


(١) قوله [فأيِّ تصلح] كذا بنسخة الأَصل المنسوبة إلى المؤلف ببياض بين أيّ وتصلح ولعل المراد فأي أمر أو شأن أو شعب أو نحو ذلك.