لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 116 - الجزء 3

  تُفْتَتحُ الأَريافُ فيخرج إِليها الناسُ، ثم يَبْعَثُون إِلى أَهاليهم إِنكم في أَرض جَرَديَّة؛ قيل: هي منسوبة إِلى الجَرَدِ، بالتحريك، وهي كل أَرض لا نبات بها.

  وفي حديث أَبي حَدْرَدٍ: فرميته على جُرَيداءِ مَتْنِه أَي وسطه، وهو موضع القفا المنْجَرِد عن اللحم تصغيرُ الجَرْداء.

  وسنة جارودٌ: مُقْحِطَةٌ شديدة المَحْلِ.

  ورجلٌ جارُودٌ: مَشؤُومٌ، منه، كأَنه يَقْشِر قَوْمَه.

  وجَرَدَ القومَ يجرُدُهُم جَرْداً: سأَلهم فمنعوه أَو أَعطَوْه كارهين.

  والجَرْدُ، مخفف: أَخذُك الشيءَ عن الشيءِ حَرْقاً وسَحْفاً، ولذلك سمي المشؤوم جاروداً، والجارودُ العَبْدِيُّ: رجلٌ من الصحابة واسمه بِشْرُ بنُ عمرو من عبد القيس، وسمي الجارودَ لأَنه فَرَّ بِإِبِلِه إِلى أَخواله من بني شيبان وبإِبله داء، ففشا ذلك الداء في إِبل أَخواله فأَهلكها؛ وفيه يقول الشاعر:

  لقد جَرَدَ الجارودُ بكرَ بنَ وائِلِ

  ومعناه: شُئِمَ عليهم، وقيل: استأْصل ما عندهم.

  وللجارود حديث، وقد صحب النبي، ، وقتل بفارس في عقبة الطين.

  وأَرض جَرْداءُ: فضاء واسعة مع قلة نبت.

  ورجل أَجْرَدُ: لا شعر على جسده.

  وفي صفته، : أَنه أَجرَدُ ذو مَسْرَبةٍ؛ قال ابن الأَثير: الأَجرد الذي ليس على بدنه شعر ولم يكن، ، كذلك وإِنما أَراد به أَن الشعر كان في أَماكن من بدنه كالمسربة والساعدين والساقين، فإِن ضدَّ الأَجْرَد الأَشعرُ، وهو الذي على جميع بدنه شعر.

  وفي حديث صفة أَهل الجنة: جُرْذ مُرْدٌ مُتَكَحِّلون، وخَدٌّ أَجْرَدُ، كذلك.

  وفي حديث أَنس: أَنه أَخرج نعلين جَرْداوَيْن فقال: هاتان نعلا رسول الله، ، أَي لا شعر عليهما.

  والأَجْرَدُ من الخيلِ والدوابِّ كلِّها: القصيرُ الشعرِ حتى يقال إِنه لأَجْرَدُ القوائم.

  وفرس أَجْرَدُ: قصير الشعر، وقد جَرِدَ وانْجَرَدَ، وكذلك غيره من الدواب وذلك من علامات العِتْق والكَرَم؛ وقولهم: أَجردُ القوائم إِنما يريدون أَجردُ شعر القوائم؛ قال:

  كأَنَّ قتودِي، والقِيانُ هَوَتْ به ... من الحَقْبِ، جَردَاءُ اليدين وثيقُ

  وقيل: الأَجردُ الذي رقَّ شعره وقصر، وهو مدح.

  وتَجَرَّد من ثوبه وانجَرَدَ: تَعرَّى.

  سيبويه: انجرد ليست للمطاوعة إِنما هي كَفَعَلْتُ كما أَنَّ افتَقَرَ كضَعُفَ، وقد جَرَّده من ثوبه؛ وحكى الفارسيُّ عن ثعلب: جَرَّده من ثوبه وجرَّده إِياه.

  ويقال أَيضاً: فلان حسنُ الجُرْدةِ والمجرَّدِ والمتجرَّدِ كقولك حَسَنُ العُريةِ والمعَرّى، وهما بمعنى.

  والتجريدُ: التعرية من الثياب.

  وتجريدُ السيف: انتضاؤه.

  والتجريدُ: التشذيبُ.

  والتجرُّدُ: التعرِّي.

  وفي صفته، : أَنه كان أَنورَ المتجرِّدِ أَي ما جُرِّدَ عنه الثياب من جسده وكُشِف؛ يريد أَنه كان مشرق الجسد.

  وامرأَة بَضَّةُ الجُرْدةِ والمتجرَّدِ والمتجرَّدِ، والفتح أَكثر، أَي بَضَّةٌ عند التجرُّدِ، فالمتجرَّدِ على هذا مصدر؛ ومثل هذا فلان رجلُ حرب أَي عند الحرب، ومن قال بضة المتجرِّد، بالكسر، أَراد الجسمَ.

  التهذيب: امرأَةٌ بَضَّةُ المتجرَّدِ إِذا كانت بَضَّةَ البَشَرَةِ إِذا جُرِّدَتْ من ثوبها.

  أَبو زيد: يقال للرجل إِذا كان مُسْتَحْيياً ولم يكن بالمنبسِطِ في الظهور: ما أَنتَ بمنجَرِدِ السِّلْكِ.

  والمتجرِّدةُ: اسم امرأَةِ النعمانِ بن المنذِر ملك الحَيرةِ.

  وفي حديث الشُّراةِ: فإِذا ظهروا بين النَّهْرَينِ لم يُطاقوا ثم يَقِلُّون حتى يكون آخرهُم لُصوصاً