لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 146 - الجزء 3

  قال أَبو العباس، وقال أَبو زيد والأَصمعي وأَبو عبيدة: الذي سمعنا من العرب الفصحاء في الغضب حَرِدَ يَحْرَدُ حَرَداً، بتحريك الراء؛ قال أَبو العباس: وسأَلت ابن الأَعرابي عنها فقال: صحيحة، إِلا أَن المفضَّل أَخبر أَن من العرب من يقول حَرِدَ حَرَداً وحَرْداً، والتسكين أَكثر والأُخرى فصيحة؛ قال: وقلما يلحن الناس في اللغة.

  الجوهري: الحَرَدُ الغضب؛ وقال أَبو نصر أَحمد بن حاتم صاحب الأَصمعي: هو مخفف؛ وأَنشد للأَعرج المغني:

  إِذا جياد الخيل جاءت تَرْدِي ... مملوءةً من غَضَبٍ وحَرْدِ

  وقال الآخر:

  يَلُوكُ من حَرْدٍ عليَّ الأُرَّمَا

  قال ابن السكيت: وقد يحرك فيقال منه حَرِدَ، بالكسر، فهو حارد وحَرْدَانُ؛ ومنه قيل: أَسد حارد وليوث حوارد؛ قال ابن بري: الذي ذكره سيبويه حَرِدَ يَحْرَدُ حَرْداً، بسكون الراء، إِذا غضب.

  قال: وكذلك ذكره الأَصمعي وابن دريد وعلي بن حمزة؛ قال: وشاهده قول الأَشهب بن رميلة:

  أُسُودُ شرًى لاقتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ ... تَسَاقَوْا على حَرْدٍ دِماءَ الأَساوِدِ

  وحارَدَتِ الإِبل حِراداً أَي انقطعت أَلبانها أَو قلَّت؛ أَنشد ثعلب:

  سَيَرْوِي عقيلاً رجْلُ ظَبْيٍ وعُلْبةٌ ... تَمَطَّتْ به، مَصْلُوبَةٌ لم تُحارِدِ

  مصلوبة: موسومة.

  وناقة مُحارِدٌ ومُحارِدَة: بَيِّنَةُ الحِرادِ؛ واستعاره بعضهم للنساء فقال:

  وبِتْنَ على الأَعْضادِ مُرْتَفِقاتِها؛ ... وحارَدْنَ إِلَّا مَا شَرِبْنَ الحَمائما

  يقول: انقطعت أَلبانهنّ إِلا أَن يشربن الحميم وهو الماء يُسَخِّنَّه فيشربنه، وإِنما يُسَخِّنَّه لأَنهنّ إِذا شربنه بارداً على غير مأْكول عَقَر أَجوافهن.

  وناقة مُحارِدٌ، بغير هاء: شديدة الحِراد؛ وقال الكميت:

  وحَارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ، ولم يكن ... لعُقْبَةِ قِدرِ المُسْتَعيرينَ، مُعْقِبُ

  النكد: التي ماتت أَولادها.

  والجلاد: الغلاظ الجلود، القصار الشعور، الشداد الفصوص، وهي أَقوى وأَصبر وأَقل لبناً من الخُورِ، والخُورُ أَغزر وأَضعف.

  والحارد: القليلة اللَّبن من النُّوق.

  والحَرُودُ من النوق: القليلة الدرِّ.

  وحاردت السنة: قلّ ماؤها ومطرها، وقد استعير في الآنية إِذا نَفِدَ شرابها؛ قال:

  ولنا باطيةٌ مملوءةٌ ... جَونَةٌ يتعها بِرْزِينُها

  فإِذا ما حارَدَتْ أَو بَكَأَتْ ... فُتّ عن حاجِبِ أُخرى طهينُها

  البرزين: إِناء يتخذ من قشر طَلْعِ الفُحَّالِ يشرب به.

  والحَرَدُ: داء في القوائم إِذا مشى البعيرُ نفَض قوائمه فضرب بهن الأَرض كثيراً؛ وقيل: هو داء يأْخذ الإِبل من العِقالِ في اليدين دون الرجلين.

  بعير أَحْرَدُ وقد حَرِدَ حَرَداً، بالتحريك لا غير؛ وبعير أَحْرَدُ: يخبط بيديه إِذا مِشى خلفه؛ وقيل: الحَرَدُ أَن ييبس عَصَبُ احدى اليدين من العِقال وهو فصيل، فإِذا مَشى ضرب بهما صدرَه؛ وقيل: الأَحْرَدُ الذي إِذا مشى رفع قوائمه رفعاً شديداً ووضعها مكانها من شدة قَطافَتِه، يكون في الدواب وغيرها، والحَرَدُ مصدره.

  الأَزهري: الحَرَدُ في البعير حادث ليس بخلقة.

  وقال ابن شميل: الحَرَدُ