لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء]

صفحة 180 - الجزء 3

  وسئل عليّ، ¥، عن الرعد فقال: مَلَك، وعن البرق فقال: مَخاريقُ بأَيدي الملائكة من حديد.

  وقال الليث: الرعد ملك اسمه الرعد يسوق السحاب بالتسبيح؛ قال: ومن صوته اشتق فعل رَعَدَ يَرْعُد ومنه الرِّعْدَة والارتعاد.

  وقال الأَخفش: أَهل البادية يزعمون أَن الرعد هو صوت السحاب والفقهاء يزعمون أَنه ملك.

  ورَعَدت المرأَة وأَرْعدَت: تحسنت وتعرّضت.

  ورَعَدَ لي بالقول يَرْعُد رَعْداً، وأَرْعَد: تهدَّدَ وأَوعد.

  وإِذا أَوْعد الرجل قيل: أَرْعَدَ وأَبرَقَ ورَعَدَ وبرَقَ؛ قال ابن أَحمر:

  يا جَلَّ ما بَعُدَت عليك بِلادُنا ... وطِلابُنا، فابرُقْ بأَرضك وارْعُد

  الأَصمعي: يقال رَعَدت السماء وبَرَقت ورعَدَ له وبرق له إِذا أَوعده، ولا يجيز أَرعَدَ ولا أَبرَقَ في الوعيد ولا السماء؛ وكان أَبو عبيدة يقول: رَعَدَ وأَرعَدَ وبرق وأَبرَقَ بمعنى واحد، ويحتج بقول الكميت:

  أَرْعِدْ وأَبرِقْ يا يزيدُ ... فما وعِيدُك لي بضائر

  ولم يكن الأَصمعي يحتج بشعر الكميت.

  وقال الفراء: رعَدَت السماءُ وبَرَقَت رعْداً ورُعوداً وبَرْقاً وبُروقاً بغير أَلف.

  وفي حديث أَبي مليكة: إِن أُمَّنا ماتت حين رعَد الإِسلامُ وبَرَق أَي حين جاء بوعيده وتَهَدُّده.

  ويقال للسماء المنتظَرَة إِذا كثر الرعد والبرق قبل المطر: قد أَرعدت وأَبرقت؛ ويقال في ذلك كله: رعَدَت وبَرَقَت.

  ويقال: هو يُرَعْدِدُ أَي يُلحف في السؤال.

  ورجل رَعَّادة ورَعَّاد: كثير الكلام.

  والرُّعَيْداءُ: ما يرمى من الطعام إِذا نُقِّي كالزؤانِ ونحوه، وهي في بعض نسخ المصنف رُغَيْداء، والغين أَصح⁣(⁣١) والرَّعَّاد: ضرب من سمك البحر إِذا مسه الإِنسان خَدِرَتْ يده وعضده حتى يَرْتَعِدَ ما دام السمك حيّاً.

  وقولهم: جاء بذاتِ الرَّعْدِ والصَّلِيلِ، يعني بها الحرب.

  وذاتُ الرَّواعِدِ: الداهية.

  وبنو راعِد: بطن، وفي الصحاح: بنو راعِدة.

  رغد: عيش رغْد: كثير.

  وعيش رَغَد ورَغِدٌ ورغِيد وراغِد وأَرغدُ؛ الأَخيرة عن اللحياني: مُخْصِبٌ رفِيه غزير.

  قال أَبو بكر: في الرَّغْد لغتان: رَغْد ورَغَد؛ وأَنشد:

  فيا ظَبْيُ كُلْ رَغْداً هنيئاً ولا تَخَف ... فإِنِّي لكم جارٌ، وإِن خِفْتُمُ الدَّهرا

  وقوم رَغَد ونسوة رَغَد: مُخْصبون مغزرون.

  تقول: رَغِدَ عيشُهم ورَغُد، بكسر الغين وضمها، وأَرغَد فلان: أَصاب عيشاً واسعاً.

  وأَرغد القوم: أَخْصَبوا.

  وأَرغَد القوم: صاروا في عيش رغد.

  وأَرغد ماشيته: تركها وسَوْمَها.

  وعيشَة رَغْد ورَغَد أَي واسعة طيبة.

  والرغْدُ: الكثير الواسع الذي لا يُعييك من مال أَو ماء أَو عيش أَو كلإٍ.

  والمَرْغَدة: الروضة.

  والرَّغِيدة: اللبن الحليب يُغْلى ثم يذر عليه الدقيق حتى يختلط ويُساط فيلعق لعقاً.

  وارْغادَّ اللبن ارْغيداداً أَي اختلط بعضه ببعض ولم تتم خُثورتُه بعدُ.

  والمُرْغادُّ: اللبن الذي لم تتم خُثورته.

  ورجل مُرْغادٌّ: استيقظ، ولم يقض كراه ففيه ثَقلة.


(١) قوله [والغين أصح] كذا بالأصل بإعجام الغين، وفي شرح القاموس والعين أصح باهمالها ونسبها للفراء.