لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الطاء المهملة]

صفحة 268 - الجزء 3

  غُبْرِ الرِّعانِ ورِمالٍ دُهْسِ ... وصَحْصَحَانٍ قَذَفٍ كالتُّرْسِ،

  وعْرٍ، نُسامِيها بِسَيْرٍ وَهْسِ ... والوَعْسِ والطَّرَّادِ بَعْدَ الوَعْسِ

  قوله نُسامِيها أَي نُغالبها.

  بسَيْرٍ وهْسٍ أَي ذي وَطْءٍ شديد.

  يقال: وهسه أَي وَطِئَه وَطْأً شديداً يَهِسُه وكذلك وعَسَه؛ وخَرَج فلان يَطْرُد حمر الوحش.

  والريح تَطْرُد الحصَى والجَوْلانَ على وجْه الأَرض، وهو عَصْفُها وذَهابُها بِها.

  والأَرضُ ذاتُ الآلِ تَطْرُد السَّرابَ طَرْداً؛ قال ذو الرمة:

  كأَنه، والرَّهاءُ المَرْتُ يَطْرُدُه ... أَغراسُ أَزْهَر تحتَ الريح مَنْتوج

  واطَّرَدَ الشيءُ: تَبِعَ بعضُه بعضاً وجرى.

  واطَّرَدَ الأَمرُ: استقامَ.

  واطَّرَدَتِ الأَشياءُ إِذا تَبِعَ بعضُها بعضاً.

  واطَّرَدَ الكلامُ إِذا تتابَع.

  واطَّرَدَ الماءُ إِذا تتابَع سَيَلانُه؛ قال قيس بن الخطيم:

  أَتَعْرِفُ رَسْماً كاطِّرادِ المَذاهِبِ

  أَراد بالمَذاهب جلوداً مُذْهَبَةً بخطوط يرى بعضها في إِثر بعض فكأَنها مُتَتابعَة؛ وقولُ الراعي يصف الإِبل واتِّباعَها مواضع القطر:

  سيكفيكَ الإِله ومُسْنَماتٌ ... كَجَنْدَلِ لُبْنَ، تَطَّرِدُ الصِّلالا

  أَي تَتَتابَعُ إِلى الارَضِين الممطورة لتشرب منها فهي تُسْرِعُ وتَسْتَمرُّ إِليها، وحذَفَ فأَوْصَلَ الفعل وأَعْمَلَه.

  والماءُ الطَّرِدُ: الذي تَخُوضه الدوابُّ لأَنها تَطَّرِدُ فيه وتدفعه أَي تتتابع.

  وفي حديث قتادة في الرجل يَتَوَضَّأُ بالماءِ الرَّمَلِ والماءِ الطَّرِدِ؛ هو الذي تَخُوضه الدوابُّ.

  ورَمْلٌ مُتَطارِد: يَطْرُدُ بعضُه بعضاً ويتبعه؛ قال كثير عزة:

  ذَكَرتُ ابنَ ليْلى والسَّماحَةَ، بعدَ ما ... جَرَى بينَنا مُورُ النَّقَا المُتطَارِد

  وجَدْوَلٌ مُطَّرِدٌ: سريعُ الجَرْيَة.

  والأَنهارُ تطَّرِدُ أَي تَجْري.

  وفي حديث الإِسراء: وإِذا نَهْران يَطَّرِدان أَي يَجْرِيان وهما يَفْتَعِلان.

  وأَمرٌ مُطَّردٌ: مستقيم على جهته.

  وفلان يَمْشي مَشْياً طِراداً أَي مستقيماً.

  والمُطارَدَة في القتال: أَن يَطْرُدَ بعضُهم بعضاً.

  والفارس يَسْتَطْرِدُ لِيَحْمِلَ عليه قِرْنُه ثم يَكُرُّ عليه، وذلك أَنه يَتَحَيَّزُ في اسْتِطْرادِه إِلى فئته وهو يَنْتَهِزُ الفُرْصة لمطاردته، وقد اسْتَطْرَدَ له وذلك ضَرْب من المَكِيدَة.

  وفي الحديث: كنت أُطارِدُ حيَّةً أَي أَخْدَعُها لأَصِيدَها؛ ومنه طِرادُ الصَّيْد.

  ومُطارَدَة الأَقران والفُرْسان وطِرادُهم: هو أَن يَحْمِلَ بعضهم على بعض في الحرب وغيرها.

  يقال: هم فرسان الطِّرادِ.

  والمِطْرَدُ: رُمْحٌ قصير تُطْعَنُ به حُمُر الوحش؛ وقال ابن سيده: المِطْرَد، بالكسر، رمح قصير يُطْرَد به، وقيل: يُطْرَد به الوحش.

  والطِّرادُ: الرمح القصير لأَن صاحبه يُطارِدُ به.

  ابن سيده: والمِطْرَدُ من الرمح ما بين الجُبَّةِ والعالية.

  والطَّرِيدَةُ: ما طَرَدْتَ من وحش ونحوه.

  وفي حديث مجاهد: إِذا كان عند اطِّراد الخيل وعند سَلِّ السيوف أَجزأَ الرجلَ أَن تكون صلاتُه تكبيراً.

  الاضْطِرادُ: هو الطِّرادُ، وهو افتِعالٌ، من طِرادِ الخَيْل، وهو عَدْوُها وتتابعها، فقلبت تاء الافتعال طاء ثم قلبت الطاء الأَصلية ضاداً.

  والطَّريدة: قَصَبَة فيها حُزَّة تُوضَع على المَغازِلِ والعُودِ والقِداح