لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 372 - الجزء 3

  يَكَدْ يصرف وجهه عنه؛ وأَنشد:

  إِنَّ الكَريمَ مَنْ تَلَفَّتَ حَوْلَه ... وإِنَّ اللئِيمَ دَائِمُ الطَّرْفِ أَقْوَدُ

  ابن شميل: الأَقْوَدُ من الخيل الطويلُ العُنُق العظيمُه.

  والقَوَدُ: قَتْلُ النفْسِ بالنفسِ، شاذٌّ كالحَوَكَة والخَوَنَة؛ وقد استَقَدْتُه فأَقادني.

  الجوهري: القَوَدُ القِصاصُ.

  وأَقَدْتُ القاتِلَ بالقتيل أَي قَتَلْتُه به.

  يقال: أَقاده السلطان من أَخيه.

  واستقدت الحاكم أَي سأَلته أَن يُقِيدَ القاتلَ بالقتيل.

  وفي الحديث: من قَتَلَ عَمْداً، فهو قَوَدٌ؛ القَوَدُ: القِصاصُ وقَتْلُ القاتِلِ بدل القتيل؛ وقد أَقَدْتُه به أُقِيدُه إِقادة.

  الليث: القَوَدُ قتْلُ القاتِلِ بالقتيل، تقول: أَقَدْتُه، وإِذا أَتى إِنسانٌ إِلى آخر أَمْراً فانتَقَم منه بِمثْلِها قيل: استقادَها منه؛ الأَحمر: فإِن قتله السلطانُ بِقَود قيل: أَقاد السلطانُ فلاناً وأَقَصَّه.

  ابن بُزُرج: تُقَيِّدُ أَرضٌ حَمِيضَة، سمِّيت تُقَيِّد لأَنها تُقَيِّدُ ما كان بها من الإِبل تَرْتعِيها لكثرة حَمْضِها وخُلَّتِها.

  قيد: القَيْدُ: معروف، والجمع أَقْيادٌ وقُيودٌ، وقد قَيَّدَه يُقَيِّدُه تَقْييداً وقَيَّدْتُ الدابَّة.

  وفرس قَيْدُ الأَوابِد أَي أَنه لسرعته كأَنه يُقَيِّدُ الأَوابد وهي الحُمُرُ الوحشيَّةُ بلحاقها؛ قال سيبويه: هو نكرة وإِن كان بلفظ المعرفة؛ وأَنشد قول امرئ القيس:

  وقد أَغْتَدِي والطَّيرُ في وكَناتِها ... بِمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأَوابدِ هَيْكَلِ

  الوكَناتُ: جمع وَكْنَةٍ لِوَكْرِ الطائِر.

  والمِنْجَرِدُ: القصيرُ الشعر.

  والأَوابِدُ: الوحْشُ.

  يقال: تأَبَّدَ أَي تَوَحَّشَ والهَيْكَلُ: العظيم الخَلْقِ؛ وأَنشد أَيضاً لامرئ القيس:

  بِمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأَوابِدِ لاحَه ... طِرادُ الهَوادِي كلَّ شأْوٍ مُغَرِّبِ

  قال ابن حني: أَصله تقييد الأَوابد ثم حذف زيادتيه فجاء على الفعل؛ وإِن شئت قلت وصف بالجوهر لما فيه من معنى الفعل نحو قوله:

  فلولا اللَّه والمُهْرُ المُفَدَّى ... لَرُحْتَ وأَنتَ غِرْبالُ الإِهابِ

  وضَعَ غربالُ موضِعَ المُخَرَّقِ.

  التهذيب: يقال للفرس الجَوادِ الذي يَلْحَق الطرائدَ من الوحش: قَيْد الأَوابِدِ؛ معناه أَنه يلحق الوحش لجَوْدته ويمنعه من الفوات بسرعته فكأَنها مُقَيَّدَة له لا تعدو.

  وقالت امرأَة لعائشة، رضوان الله عليها: أَأُقَيِّدُ جَمَلي؟ أَرادت بذلك تَأْخِيذَها إِياه من النساءِ سِواها، فقالت لها عائشة بعدما فَهِمَت مرادها: وجْهِي من وجْهِك حرام؛ قال ابن الأَثير: أَرادت أَنها تعمل لزوجها شيئاً يمنعه عن غيرها من النساء فكأَنها تَرْبِطه وتُقَيِّدُه عن إِتيان غيرها.

  وفي الحديث: قَيَّدَ الإِيمانُ الفَتْك؛ معناه أَنَّ الإِيمانَ يمنع عن الفَتْك بالمؤمن كما يمنع ذا العَيْثِ عن الفَسادِ قَيْدُه الذي قُيِّدَ به.

  ومُقَيِّدَةُ الحِمار: الحُرَّةُ لأَنها تَعْقِلُه فكأَنها قَيْدٌ له؛ قال:

  لَعمْرُكَ ما خَشِيتُ على عَدِيٍّ ... سُيُوفَ بَني مُقَيِّدَة الحِمارِ

  ولكِني خَشِيتُ على عَدِيٍّ ... سُيُوفَ القَوْمِ أَو إِيَّاكَ حارِ

  عنى ببني مُقَيِّدَة الحِمارِ العَقارِبَ لأَنها هناك تكون.