لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 374 - الجزء 3

  والمُقَيَّدُ: موضع القَيْدِ من رِجْل الفرس والخلخال من المرأَة.

  وفي حديث قَيْلَةَ: الدَّهْناءُ مُقَيَّد الجمل؛ أَرادت أَنها مُخْصِبَة مُمْرِعَة والجمل لا يَتَعدّى مَرْتَعَه.

  والمُقَيَّدُ ههنا: الموضِعُ الذي يُقَيَّدُ فيه أَي أَنه مكانٌ يكون الجمل فيه ذا قَيْد.

  وفي الحديث: قَيَّدَ الإِيمانُ الفَتْك أَي أَن الإِيمان يمنع عن الفتك كما يمنع القَيْدُ عن التصرف، فكأَنه جَعَلَ الفَتْكَ مُقَيَّداً؛ ومنه قولهم في صفة الفرس: قَيْدُ الأَوابد.

فصل الكاف

  كأد: تَكأَّدَ الشيءَ: تَكَلَّفَه.

  وتَكاءَدَني الأَمْرُ: شَقَّ عليَّ، تَفَاعَلَ وتَفَعَّل بمعنى.

  وفي حديث الدعاء: ولا يَتَكاءَدُكَ عَفْوٌ عن مذنب أَي يَصْعُبُ عليك ويَشُقُّ.

  قال عمر بن الخطاب، ¥: ما تَكَأَّدَني شيءٌ ما تَكَأَّدَني خُطْبَةُ النكاح أَي صَعُبَ عليَّ وثقُلَ.

  قال ابن سيده: وذلك فيما ظن بعض الفقهاء أَن الخاطب يحتاج إِلى أَن يمدح المخطوب له بما ليس فيه، فكره عمر الكذب لذلك؛ وقال سفيان بن عيينة: عمر، |، يَخْطُبُ في جَرادَةٍ نهاراً طويلاً فكيف يظن أَنه يتعايا بخطبة النكاح ولكنه كره الكذب.

  وخطب الحسن البصري لِعَبُودَةَ الثقَفيّ فضاق صدره حتى قال: إِن الله قد ساق إِليكم رزقاً فاقبلوه؛ كره الكذب.

  وتَكاءَدَني: كَتَكَأَّدَني.

  وتَكَأَّدَتْه الأُمورُ إِذا شقت عليه.

  أَبو زيد: تَكَأَّدْتُ الذهابَ إِلى فلان تَكَؤُّداً إِذا ما ذَهَبْتَ إِليه على مَشَقَّةٍ.

  ويقال: تَكَأَّدَني الذهابُ تَكَؤُّداً إِذا ما شق عليك.

  وتَكأَّدَ الأَمْرَ: كابَدَه وصَلِيَ به؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

  ويَوْمُ عَماسٍ تَكَأَّدْتُه ... طَويلَ النهارِ قَصِيرَ الغَدِ⁣(⁣١)

  وعقَبَةٌ كَؤُود وكَأْداءُ: شاقَّة المَصْعَدِ صَعْبَةُ المُرْتَقى؛ قال رؤبة:

  ولم تَكَأَّدْ رُجْلَتي كأْداؤُه ... هيهاتَ مِن جَوْزِ الفَلاةِ ماؤُه

  وفي حديث أَبي الدرداء: إِنَّ بَيْنَ أَيدينا عَقَبَةً كَؤُوداً لا يَجُوزُها إِلا الرجلُ المُخِفُّ.

  ويقال: هي الكؤَداءُ وهي الصُّعَداءُ.

  والكَؤُودُ: المُرْتَقى الصَّعْبُ، وهو الصَّعُودُ.

  ابن الأَعرابي: الكَأْداءُ الشدّة والخَوْفُ والحِذارُ، ويقال: الهَوْلُ والليل المظلم.

  وفي حديث علي: وتَكَأَّدَنا ضِيقُ المَضْجَعِ.

  واكْوَأَدَّ الشيخُ: أُرْعِشَ من الكِبَرِ.

  كبد: الكَبِدُ والكِبْدُ، مثل الكَذِب والكِذْب، واحدة الأَكْباد: اللحمة السوْداءُ في البطن، ويقال أَيضاً كَبْد، للتخفيف، كما قالوا للفَخِذ فَخْذ، وهي من السَّحْر في الجانب الأَيمن، أُنْثى وقد تذكر؛ قال ذلك الفرّاء وغيره.

  وقال اللحياني: هو الهواءُ واللُّوحُ والسُّكاكُ والكَبَدُ.

  قال ابن سيده: وقال اللحياني هي مؤنثة فقط، والجمع أَكبادٌ وكُبُودٌ.

  وكَبَدَه يَكْبِدُه ويَكْبُدُه كَبْداً: ضرَب كَبِدَه.

  أَبو زيد: كَبَدْتُه أَكْبِدُه وكَلَيْتُه أَكْلِيه إِذا أَصَبْت كَبِدَه وكُلْيَتَه.

  وإِذا أَضرَّ الماء بالكبد قيل: كَبَدَه، فهو مَكْبود.

  قال الأَزهريّ: الكبد معروف وموضِعُها من ظاهر يسمى كبداً.

  وفي الحديث: فوضع يده على كَبِدي وإِنما وضعها على جنبه من الظاهر؛ وقيل أَي ظاهر


(١) قوله [عماس] ضبط في الأَصل بفتح العين، وفي القاموس: العماس كسحاب الحرب الشديدة، ولياقوت في معجمه: عماس، بكسر العين، اليوم الثالث من أَيام القادسية ولعله الأنسب.