لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 182 - الجزء 1

  يحتملهما جميعاً.

  وأَهْرَأَ الكلامَ إِذا أَكثر ولم يُصِب المَعْنَى.

  وإِنَّ مَنْطِقَه لغيرُ هُراءٍ.

  ورَجُلٌ هُراءٌ: كثير الكلام.

  وأَنشد ابن الأَعرابي:

  شَمَرْدَلٍ، غَيْرِ هُراءٍ مَيْلَقِ

  وامْرأَةٌ هُراءَةٌ وقوم هُراؤُون.

  وهَرَأَه البَرْدُ يَهْرَؤُه هَرْءاً وهَراءَةً وأَهْرَأَه: اشْتَدَّ عليه حتى كاد يَقْتُلُه، أَو قَتَلَه.

  وأَهْرَأَنا القُرُّ أَي قَتَلَنا.

  وأَهْرَأَ فلان فلاناً إذا قَتَلَه.

  وهَرِئَ المالُ وهَرِئَ القومُ، بالفتح، فَهُم مَهْرُوءُونَ.

  قال ابن بري: الذي حكاه أَبو عبيد عن الكسائي: هُرِئَ القوم، بضم الهاءِ، فَهم مَهْرُوءُونَ، إذا قَتَلَهم البَرْدُ أَو الحَرُّ.

  قال: وهذا هو الصحيح، لأَن قوله مَهْرُوءُونَ إِنما يكون جارياً على هُرِئَ.

  قال ابن مقبل في المَهْرُوءِ، من هَرَأَه البَرْدُ، يَرْثِي عُثمانَ بن عَفَّانَ، رضي اللَّه تعالى عنه:

  نَعاءٌ لِفَضْلِ العِلْمِ والحِلْمِ والتُّقَى ... ومَأْوَى اليَتامَى الغُبْرِ، أَسْنَوْا، فأَجدَبُوا

  ومَلْجَإِ مَهْرُوئِينَ، يُلْفَى به الحَيا ... إذا جَلَّفَتْ كَحْلٌ هو الأُمُّ والأَبُ

  قال ابن بري: ذكره الجوهري ومَلْجَأُ مَهْرُوئين، وصوابه ومَلْجَإِ، بالكسر، معطوف على ما قبله.

  وكَحْلُ: اسمٌ عَلَمٌ للسَّنةِ المُجْدِبة.

  وعَنَى بالحَيا الغَيْثَ والخِصْبَ.

  قال أَبو حنيفة: المَهْرُوءُ الذي قد أَنْضَجَه البَرْدُ.

  وهَرَأَ البَرْدُ الماشِيَةَ فَتَهرَّأَتْ: كسَرَها فتَكَسَّرَت.

  وقِرَّةٌ لها هَرِيئةٌ، على فَعِيلة: يُصِيبُ الناسَ والمالَ منها ضُرٌّ وسَقَطٌ أَي مَوْتٌ.

  وقد هُرِئَ القومُ والمالُ.

  والهريئة أَيضاً: الوقت الذي يُصِيبهم فيه البَرْدُ.

  والهَرِيئةُ: الوقت الذي يَشْتَدُّ فيه البَرْدُ.

  وأَهْرَأْنا في الرَّواحِ أَي أَبْرَدْنا، وذلك بالعشيِّ، وخصَّ بعضُهم به رَواحَ القَيْظ، وأَنشد لإِهابِ بن عُمَيْرٍ يَصِفُ حُمُراً:

  حتَّى إذا أَهْرَأْنَ للأَصائِلِ ... (⁣١)، وفَارَقَتْها بُلَّةُ الأَوابِلِ

  قال: أَهْرَأْنَ للأَصائِلِ: دَخَلْنَ في الأَصائِلِ، يقول: سِرْنَ في بَرْدِ الرَّواحِ إلى الماءِ.

  وبُلَّةُ الأَوابِلِ: بُلَّةُ الرُّطْبِ، والأَوابِلُ: التي أَبَلَتْ بالمكانِ أَي لَزِمَتْه، وقيل: هي التي جَزَأَتْ بالرُّطْبِ عن الماءِ.

  وأَهْرِئْ عنك من الظَّهِيرَةِ أَي أَقِمْ حتى يسكن حَرُّ النهار ويَبْرُدَ.

  وأَهْرَأَ الرَّجُلَ: قَتَله.

  وهَرَأَ اللحمَ هَرْءاً وهَرَّأَه وأَهْرَأَه: أَنْضَجَه، فَتَهَرَّأَ حتى سَقَطَ من العظم.

  وهو لَحْمٌ هَرِيءٌ.

  وأَهْرَأَ لَحْمَه إهْرَاءً إذا طَبَخَه حتى يَتَفَسَّخَ.

  والمُهَرَّأُ والمُهَرَّدُ: المُنْضَجُ من اللحم.

  وهَرَأَتِ الرِّيحُ: اشْتَدَّ بَرْدُها.

  الأَصمعي: يقال في صغار النخل أَوَّلَ ما يُقْلَعُ شيءٌ منها من أُمِّه: فهو الجَثِيثُ والوَدِيُّ والهِرَاءُ والفَسِيل.

  والهِراءُ:


(١) قوله [للأَصائل] بلام الجر، رواية ابن سيده ورواية الجوهري بالأَصائل بالباء.