لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 379 - الجزء 3

  وأَنشد:

  وعَيْر لها من بَناتِ الكُدادِ ... يُدَهْمِجُ بالوَطْبِ والمِزْوَدِ

  كرد: الكَرْدُ: الطَّرْدُ.

  والمُكارَدَةُ: المُطارَدَةَ.

  كَرَدَهُمْ يَكْردُهُم كَرْداً: ساقَهم وطرَدَهِم ودفَعهم، وخص بعضهم بالكَرْدِ سَوْقَ العَدُوّ في الحَمْلَة.

  وفي حديث عثمان، ¥: لما أَرادوا الدخول عليه لقتله جعل المغيرة بن الأَخفش يَحْمِلُ عليهم ويَكْردُهُم بسيفه أَي يَكُفُّهم ويطْردُهُم.

  وفي حديث الحسن وذكر بيعة العقبة: كان هذا المتكلم كَرَد القومَ قال لا والله أَي صَرَفَهم عن رأْيِهِم وردَّهم عنه.

  والكَرْدُ: العُنُقُ، وقيل: الكَرْدُ لغة في القَرْدِ وهو مَجْثم الرأْسَ على العنق، فارسيّ معرّب؛ قال الشاعر:

  فَطارَ بمَشْحُوذِ الحديدةِ صارِمٍ ... فَطَبَّقَ ما بَينَ الذُّؤَابَةِ والكَرْدِ

  وقال آخر:

  وكنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه ... ضربناه دونَ الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ

  وقد روي هذا البيت:

  وكنَّا ابذا العَبْسِيُّ نَبَّ عَتُودُه ... ضربناه بينَ الأُنْثَيَينِ على الكَرْدِ

  قال ابن بري: البيت للفرزدق وصواب إِنشاده: وكنا إِذا القَيْسِيُّ، بالقاف.

  والعَتُودُ: ما اشتدّ وقوي من ذكور أَولاد المعز.

  ونَبِيبُه: صوته عند الهياج.

  وأَراد بالأُنثيين هنا: الأُذنين.

  والحقيقة في الكْرد، أَنه أَصل العُنق.

  وفي حديث معاذ: أَنه قَدِمَ على أَبى موسى باليمن وعنده رجل كان يهوديّاً فأَسلم ثمَّ تَهَوَّد، فقال: والله لا أَقعُدُ حتى تضرِبوا كَرْدَه أَي عنقه؛ وأَنشد أَبو الهيثم:

  يا رَبِّ بَدِّلْ قُرْبَه بِبُعْدِه ... واضربْ بحدِّ السيفِ عَظمَ كَرْدِه

  التهذيب في الرباعي: ابن الأَعرابي: خُذْ بِقَرْدَنِه وكَرْدَنِه وكَرْدِه أَي بقفاه.

  والكُرْدُ: الدَّبْرَة، فارسي أَيضاً، والجمع كُرُودٌ، والكُرْدة كالكُرْد.

  والكُرْد، بالضم: جيل من الناس معروف، والجمع أَكراد؛ وأَنشد:

  لَعَمْرُكَ ما كُرْدٌ مِنَ أبناءِ فارِس ... ولكنه كُرْدُ بنُ عَمْرِو بنِ عامِرِ

  فنسبهم إِلى اليمن.

  والكِرْدِيدةُ: القِطْعَة العظيمة من التمر، وهي أَيضاً جُلَّةُ التمر؛ عن السيرافي؛ قال الشاعر:

  أَفلَحَ مَنْ كانتْ له كِرْدِيدَه ... يأْكلُ منها وهو ثانٍ جِيدَه

  وأَنشد أَبو الهيثم:

  قد أَصْلَحَتْ قِدْراً لها بِأُطْرَه ... وأَبْلَغَتْ كِرْدِيدَةً وفِدْرِه،

  من تَمْرِها واعْلَوَّطَتْ بسُحرَه

  الجوهري: والكِرديد، بالكسر، ما يَبْقى في أَسفل الجُلَّةِ من جانبيها من التمر، والجمع الكَرادِيدُ؛ قال الشاعر:

  القاعِدات فلا يَنْفَعْنَ ضَيْفَكُمُ ... والآكِلات بَقِيَّاتِ الكَرادِيدِ

  والكُرْدُ: المَشارَةُ من المزارع، ويجمع كُرْداً⁣(⁣١).

  كزد: كَزْدٌ: اسم موضع؛ قال ابن دريد: ولا أَدري ما حقيقة عربيته.


(١) قوله [ويجمع كرداً] كذا بالأَصل ولعله كروداً كما تقدم له وهو القياس ويحتمل أنه أراد أن يكون كفلك مفرداً وجمعاً.