لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 407 - الجزء 3

  ياء النسبة، وقال ابن السكيت: هو تصغير معدّي إِلا أَنه إِذا اجتمعت تشديدة الحرف وتشديدة ياء النسبة خفت ياء النسبة؛ وقال الشاعر:

  ضَلَّتْ حُلُومُهُمُ عنهمْ، وغَرَّهُمُ ... سَنُّ المُعَيديِّ في رَعْيٍ وتَعْزِيبِ

  يضرب للرجل الذي له صيت وذكر، فإذا رأَيته ازدريت مَرْآتَه، وكان تأْويلُه تأْويلَ آمر كأَنه قال: اسمع به ولا تره.

  والتَّمَعْدُدُ: الصبر على عيش معدّ، وقيل: التمعدد التشَظُّف، مُرْتَجَل غير مشتق.

  وتَمَعْدَدَ: صار في مَعَدّ.

  وفي حديث عمر: اخْشَوْشِنُوا وتَمَعْدَدُوا؛ هكذا روي من كلام عمر، وقد رفعه الطبراني في المعجم عن أَبي حدرد الأَسلمي عن النبي، ؛ قال أَبو عبيد: فيه قولان، يقال: هو من الغلظ، ومنه قيل للغلام إِذا شب وغلظ: قد تمعدد؛ قال الراجز:

  رَبَّيْتُه حتى إِذا تَمَعْدَدا

  ويقال: تمعددوا تشبهوا بعيش مَعَدّ بن عدنان وكانوا أَهل قَشَف وغِلَظ في المَعاش؛ يقول: فكونوا مثلهم ودَعُوا التَّنَعُّمَ وزِيَّ العجم؛ وهكذا هو في حديث الآخر: عليكم باللِّبْسةِ المَعَدِّية أَي خُشُونةِ اللِّباس.

  وقال الليث: التمعدد الصبر على عيش مَعَدّ في الحضر والسفر.

  قال: وإِذا ذكرت أَن قوماً تحولوا عن معدٍّ إِلى اليمن ثم رجعوا قلت: تَمَعْدَدُوا.

  ومَعْدِيٌّ ومَعْدانُ: اسمان.

  ومَعْديكَرِبَ: اسم مركب؛ من العرب من يجعل إِعرابه في آخره ومنهم من يضيف مَعْدِي إِلى كَرِبَ؛ قال ابن جني: معديكرب فيمن ركبه ولم يضف صدره إِلى عجزه يكتب متصلًا، فإِذا كان، يكتب كذلك مع كونه اسماً، ومن حكم الأَسماء أَنْ تُفْرَد ولا توصل بغيرها لقوتها وتمكنها في الوضع، فالفِعْلُ في قَلَّما وطالما لاتصاله في كثير من المواضع بما بعده نحو ضربت وضربنا ولتُبلَوُنَّ، وهما يقومان وهم يقعدون وأَنتِ تذهبين ونحو ذلك مما يدل على شدة اتصال الفعل بفاعله، أَحْجَى بجواز خلطه بما وُصِلَ به في طالما وقلما؛ قال الأَزهري في آخر هذه الترجمة: المَدْعِيُّ المُتَّهَمُ في نسبه، قال كأَنه جعله من الدِّعْوة في النسب، وليست الميم بأَصلية.

  مغد: الإِمْغادُ: إِرْضاعُ الفصيل وغيره.

  وتقول المرأَة: أَمْغَدْتُ هذا الصبيَّ فَمَغَدَني أَي رَضَعَني.

  ويقال وجَدْتُ صَرَبَةً فَمَغَدْتُ جَوْفَها أَي مَصِصْتُه لأَنه قد يكون في جوف الصرَبَة شيء كأَنه الغِراءُ والدِّبْسُ.

  والصرَبَةُ: صَمْغُ الطلْحِ وتسمى الصربةُ مَغْداً، وكذلك صَمْغُ سِدْرِ البادية؛ قال جزء بن الحرث:

  وأَنْتُمْ كَمَغْدِ السدْرِ يُنْظَرُ نحوَه ... ولا يُجْتَنَى إِلا بِفأْسٍ ومِحْجَنِ

  أَبو سعيد: المغْدُ صمغ يخرج من السِّدْرِ.

  قال: ومَغْدٌ آخر يشبه الخيار يؤْكل وهو طيب.

  ومَغَدَ الفَصِيلُ أُمَّه يَمْغَدُها مَغْداً: لَهَزَها ورَضَعَها، وكذلك السخلة.

  وهو يَمْغَدُ الضرْعَ مَغْداً أَي يتناوله.

  وبعير مَغْدُ الجِسْمِ: تارٌّ لَحِيم؛ وقيل: هو الضَّخْم من كل شيءٍ كالمَعْدِ، وقد تقدم.

  ومَغَدَ مَغْداً ومَغِدَ مَغَداً: كلاهما امتَلأَ وسَمِنَ.

  ومَغَدَ فلاناً عيشٌ ناعمٌ يَمْغَدُه مَغْداً إِذا غَذاه عَيْشٌ ناعم.

  وقال أَبو مالك: مَغَدَ الرجلُ والنباتُ وكلُّ شيءٍ إِذا طال؛ ومَغَدَ في عَيْشٍ ناعمٍ يَمْغَدُ مَغْداً.

  وشابٌّ مَغْدٌ: ناعمٌ.

  والمَغْدُ: الناعِمُ؛ قال إِياس الخيبري:

  حتى رَأَيْتُ العَزَبَ السِّمَغْدا ... وكان قَدْ شَبَّ شَباباً مَغْدا