لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 420 - الجزء 3

  وتَنادَّتْ: نَفَرتْ وذهبت شُرُوداً فمضَتْ على وجوهها.

  وناقة نَدُودٌ: شرود، وقول الشاعر:

  قَضَى على الناسِ أَمْراً لا نِدادَ لَه ... عَنْهُمْ، وقد أَخَذَ المِيثاقَ واعْتَقَدا

  معناه: أَنه لا يَنِدُّ عنهم ولا يَذْهَبُ.

  وفي الحديث: فَنَدَّ بعيرٌ منها أَي شَرَد وذَهَبَ على وَجْهه.

  ويَوْمُ التَّنادِ: يَوْمُ القِيامةِ لما فيه من الانزعاج إِلى الحشر، وفي التنزيل: يومَ التنادِ يَومَ تُوَلُّون مُدْبِرين، قال الأَزهري: القرّاء على تخفيف الدال من التناد، وقرأَ الضحاك وحده يوم التنادِّ، بتشديد الدال، قال أَبو الهيثم: هو من نَدَّ البعير نِداداً أَي شَرَد.

  قال: ويكون التناد، بتخفيف الدال، من ندّ فلَيَّنوا تشديد الدال وجعلوا إِحدى الدالين ياء، ثم حذفوا الياء كما قالوا دِيوان ودِيباجٌ ودِينارٌ وقِيراط، والأَصل دِوَّان ودِبّاجٌ وقرّاطٌ ودِنّارٌ، قال: والدليل على ذلك جمعهم إِياها دَواوينَ وقَراريطَ ودَبابيجَ ودَنانِير، قال: والدليل على صحة قراءة من قرأَ التنادّ بتشديد الدال قوله: يوم تولَّون مدبرين.

  وقال ابن سيده: وأَما قراءة من قرأَ يوم التناد فيجوز أَن يكون من مُحَوَّلِ هذا الباب فحول للياء لتعتدل رؤوس الآي، ويجوز أَن يكون من النداء وحذف الياء أَيضاً لمثل ذلك.

  وإِبل نَدَدٌ: متفرّقة كَرَفَضٍ اسم للجمع، وقد أَنَدَّها ونَدَّدَها.

  وقال الفارسي: قال بعضهم: نَدَّتِ الكلمة شَذَّت، وليست بقوية في الاستعمال، أَلا ترى أَن سيبويه يقول: شَذَّ هذا ولا يقول نَدَّ؟ وطير يَناديدُ وأَنادِيدُ: متفرقةٌ، قال:

  كأَنَّما أَهلُ حُجْرٍ، يَنظرون مَتَى ... يَرَوْنَني خارجاً، طَيْرٌ يَنادِيدُ

  ويقال: ذهبَ القومُ يَنادِيدَ وأَنادِيدَ إِذا تفرّقوا في كل وجه.

  ونَدَّدَ بالرجل: أَسْمَعَه القبيح وصرح بعيوبه، يكون في النظم والنثر.

  أَبو زيد: نَدَّدْتُ بالرجل تَنْدِيداً وسمَّعت به تسميعاً إِذا أَسمعْتَه القبيح وشتمته وشَهَّرْته وسمعت به.

  والتَّنْدِيدُ: رفع الصوت، قال طرفة.

  لِهَجْسٍ خَفِيٍّ أَو لِصوتِ مُنَدَّدِ

  والصوتُ المُنَدَّدُ: المُبالَغُ في النِّداء.

  والنِّدُّ، بالكسر: المثل والنظير، والجمع أَندادٌ، وهو النَّدِيدُ والنَّدِيدَةُ، قال لبيد:

  لكَي لا يكون السَّنْدَرِيُّ نَدِيدَتي ... وأَجْعَلَ أَقْواماً عُمُوماً عَماعِما

  وفي كتابه لأِكَيْدِرَ⁣(⁣١) وخَلْعِ الأَنْدَادِ والأَصنام: الأَنْدادُ جمع نِدٍّ، بالكسر، وهو مثل الشيء الذي يُضادُّه في أُموره ويُنادُّه أَي يخالفه، ويريد بها ما كانوا يَتخذونه آلهة من دون اللَّه، تعالى اللَّه.

  وفي التنزيل العزيز: واتخذوا من دون اللَّه أَنْداداً، قال الأَخفش: النِّدُّ الضِّدُّ والشِّبْه.

  وقوله: يجعلون للَّه أَنْداداً، أَي أَضداداً وأَشباهاً.

  ويقال: نِدُّ فلان ونَدِيدُه ونَدِيدَتُه أَي مِثْلُه وشَبَهُه.

  وقال أَبو الهيثم: يقال للرجل إِذا خالفك فأَردت وجهاً تذهب به ونازعك في ضِدِّه: فلان نِدِّي ونَدِيدي للذي يريد خلافَ الوجه الذي تريد، وهو مستقِلٌّ من ذلك بمثل ما تستَقِلُّ به، قال حسان:

  أَتَهْجُوه ولَسْتَ له بِنِدٍّ؟ ... فَشَرُّكُما لِخَيْرِكُما الفِداءُ


(١) ١ قوله لاكيدر قال الزرقاني على المواهب ممنوع من الصرف وكتب بهامشه في المصباح: وتصغير الاكدر أُكيدر وبه سمي ومنه أُكيدر صاحب دومة الجندل.