لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 428 - الجزء 3

  وسأَله فأَنَكَدَه أَي وجده عَسِراً مُقَلِّلًا، وقيل: لم يجد عنده إِلَّا نَزْراً قليلًا.

  ونكَدَه ما سأَله يَنْكُدُه نَكْداً: لم يعظه منه إِلا أَقَلَّه؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  مِنَ البِيضِ تُرْغِينا سُقاطَ حَديِثها ... وتَنْكُدُنا لَهْوَ الحديثِ المُمَنَّعِ

  تُرْغِينا: تُعْطِينا منه ما ليس بصريح.

  ونكَدَه حاجتَه: منَعَه إِياها.

  والنُّكْدُ من الإِبل: النّوقُ الغَزيراتُ من اللَّبَنِ، وقيل: هي التي لا يبقى لها ولد؛ قال الكميت:

  ووَحْوَحَ في حِضْنِ الفَتاةِ ضَجِيعُها ... ولم يَكُ في النُّكْدِ المَقالِيتِ مَشْخَبُ

  وحارَدَتِ النُّكْدِ الجِلادُ، ولم يكن ... لِعُقْبَةِ قِدْرِ المُسْتَعِيرينَ مُعْقِبُ

  ويروى: ولم يَكُ في المُكْد، وهما بمعنى.

  وقال بعضهم: النُّكْدُ النوقُ التي ماتت أَولادُها فَغَزُرَتْ؛ وقال:

  ولم تَبضِضِ النُّكْدُ للحاشِرِين ... وأَنْفَدَتِ النَّمْلُ ملتَنْقُلُ

  وأَنشد غيره:

  ولم أَرْأَم الضَّيْمَ اخْتِتاءً وذِلَّةً ... كما شَمَّتِ النَّكْداءُ بَوًّا مُجْلَّدا

  النَّكْداءُ: تأْنيث أَنكَدَ ونَكِدٍ.

  ويقال للناقة التي مات ولدها: نَكْداءُ وإِياها عنى الشاعر.

  وناقةٌ نَكْداءُ: مِقْلاتٌ لا يعيشُ لها ولد فتكثر أَلبانها لأَنها لا تُرْضِعُ.

  وفي حديث هوازن: ولا درها بماكِدٍ ولا ناكِدٍ؛ قال ابن الأَثير: قال القتيبي: إِن كان المحفوظ ناكد فإِنه أَراد القليل لأَن الناكِدَ الناقة الكثيرة اللبن، فقال: ما درُّها بغزير.

  والناكِدُ أَيضاً: القليلة اللبن؛ وفي قصيد كعب:

  قامَتْ تُجاوِبُها نُكْدٌ مَثاكِيلُ

  النُّكْد: جمع ناكد، وهي التي لا يعيش لها ولد.

  وقوله تعالى: والذي خَبُتَ لا يخرُجُ إِلَّا نَكِداً؛ قرأَ أَهل المدينة نَكَداً، بفتح الكاف، وقرأَت العامة نَكِداً؛ قال الزجاج: وفيه وجهان آخران لم يُقرأْ بهما: إِلَّا نَكْدا ونُكْداً، وقال الفراء: معناه لا يخرج إِلا في نَكَدٍ وشِدّةٍ.

  ويقال: عطاء مَنْكُود أَي نَزِر قليل.

  ويقال: نُكِدَ الرجلُ، فهو مَنْكُود، إِذا كَثُرَ سؤَاله وقَلَّ خَيْرُه.

  ورجل نَكِدٌ أَي عَسِرٌ؛ وقومٌ أَنْكادٌ ومَناكِيدُ.

  وناكَده فلانٌ وهما يتَناكدان إِذا تَعاسَرا.

  وناقة نَكْداءُ: قليلة اللَّبن.

  ورجل مَنْكُود ومَعْروُك ومَشْفُوه ومَعْجُوزٌ: أُلِحَّ عليه في المسأَلة؛ عن ابن الأَعرابي.

  وجاءَه مُنْكِداً أَي غير مَحْمُودِ المَجيء، وقال مرة: أَي فارغاً، وقال ثعلب: إِنما هو مُتْكِزاً من نَكِزَتِ البئرُ إِذا قَلَّ ماؤُها، وهو أَحسن وإِن لم يسمع أَنْكَزَ الرجلُ إِذا نَكَزَتْ مياه آباره.

  وماء نُكْدٌ أَي قليل.

  ونَكِدَتِ الرَّكِيَّةُ: قلَّ ماؤُها.

  والأَنْكَدان: مازنُ بن مالك بن عَمْرو بن تَميم، ويَرْبُوعُ بن حنظلة؛ قال بُحَيْر بن عبد الله بن سلمة القشيري:

  الأَنْكَدانِ: مازِنٌ ويَرْبُوعْ ... ها إِنَّ ذا اليَوْمَ لَشَرٌّ مَجْمُوعْ

  وكان بجير هذا قد التقى هو وقَعْنَب بن الحرث اليَرْبُوعي فقال بجير: يا قعنب، ما فَعَلَتِ البيضاءُ فَرسُكَ؟ قال: هي عندي، قال: فكيف شُكْرُك