لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 436 - الجزء 3

  الهَرْدِ الشق، وخطئ ابن قتيبة في استدراكه واشتقاقه.

  قال ابن الأَنباري: القول عندنا في الحديث ينزل بين مهرودتين، يروى بالدال والذال، أَي بين ممصرتين على ما جاء في الحديث؛ قال: ولم نسمعه إِلا فيه.

  والممصرة من الثياب: التي فيها صفرة خفيفة؛ وقيل: المهرود الثوب الذي يصبغ بالعروق، والعروق يقال لها الهُرْد.

  قال أَبو بكر: لا تقول العرب هَرَوْتُ الثوب ولكنهم يقولون هَرَّيْتُ، فلو بني على هذا لقيل مُهَرّاة في كُرْكُمٍ على ما لم يُسَمّ فاعله، وبعد فإِن العرب لا تقول هَرَّيْتُ إِلا في العِمامة خاصة فليس له أَن يقيس الشقة على العمامة لأَن اللغة رواية.

  وقوله: بين مَهْرودتين أَي بين شقتين أُخذتا من الهَرْد، وهو الشق، خطأٌ لأَن العرب لا تسمي الشق للاصلاح هَرْداً بل يسمون الإِخْراقٍ والإِفساد هَرْداً؛ وهَرَد القَصَّارُ الثوب؛ وهَرَدَ فلان عِرْض فلان فهذا يدل على الإِفساد، قال: والقول في الحديث عندنا مهرودتين، بين الدال والذال، أَي بين مُمَصَّرتين، على ما جاء في الحديث؛ قال: ولم نسمعه إِلا في الحديث كما لم نَسْمَعِ الصِّيرَ الصِّحْناءَةَ⁣(⁣١) إِلا في الحديث، وكذلك الثُّفّاءَ الحُرْفَ ونحوَه؛ قال: والدال والذال أُختان تبدل إِحداهما من الأُخرى؛ يقال: رجُل مِدْلٌ ومِذْلٌ إِذا كان قليل الجسم خَفِيَّ الشخص، وكذلك الدال والذال في قوله مَعْرودَتَين.

  والهُرْدِيّة: قَصَباتٌ تُضَمُّ مَلْوِيّة بطاقات الكرم تُحْمَلُ عليها قُضْبانُه.

  أَبو زيد: هَرَدَ ثَوْبَه وهَرَتَه إِذا شقه، فهو هَريدٌ وهَريتٌ؛ وقول ساعدة الهذلي:

  غَداةَ شُواحِطٍ فَنَجوْتَ شَدًّا ... وثَوْبُكَ في عَباقِيةٍ هَريدُ

  أَي مَشْقُوقٌ.

  وهرْدانُ وهَيْرُدان: اسمان.

  والهُردانُ والهِرْداء: نبت.

  وقال أَبو حنيفة: الهِرْدى، مقصور: عُشْبةٌ لم يبلغني لها صفة، قال: ولا أَدري أَمُذكرة أَم مؤنثة؟ والهَيْرُدانُ: نبت كالهِرْدى.

  الأَصمعي: الهِرْدَى، على فِعْلى بكسر الهاء، نبت، قاله ابن الأَنباري، وهو أُنثى.

  والهَيْرُدانُ: اللِّصّ، قال: وليس بثبت.

  وهُرْدانُ: موضع.

  هرشد: الهِرْشَدّةُ: العجوز.

  هسد: الأَزهري: روي عن المُؤرِّج أَنه قال: يقال للأَسد هَسَدٌ؛ وأَنشد:

  فلا تَعْيا، مُعاوِيَ، عن جَوابي ... ودَعْ عَنْكَ التّعَزُّزَ للهِسادِ

  قال: ولم أَسمع هذا لغيره.

  هكد: ابن الأَعرابي: يقال هَكَّدَ الرجل إِذا شَدَّدَ على غريمه.

  همد: الهَمْدَةُ: السَّكْتةُ.

  هَمَدَتْ أَصواتُهم أَي سكَنَتْ.

  ابن سيده: هَمَدَ يَهْمُدُ هُمُوداً، فهو هامِدٌ وهَمِدٌ وعَمِيدٌ: مات.

  وأَهْمَدَ: سَكَتَ على ما يَكْرَه؛ قال الراعي:

  وإِني لأَحْمي الأَنْفَ مِن دونِ ذِمَّتي ... إِذا الدَّنِسُ الواهِي الأَمانةِ أَهْمَدا

  الليث: الهُمُودُ الموتُ، كما هَمَدَتْ ثمودُ.

  وفي حديث مصعب بن عمير: حتى كاد يَهْمُدُ من الجوعِ أَي يَهْلِكُ.

  وهَمَدَتِ النارُ تَهْمُدُ هُمُوداً: طُفِئَتْ طُفُوءاً وذهبت البتة فلم يَبِنْ لها أَثَر، وقيل: هُمُودُها ذَهابُ حرارتِها.

  ورَمادٌ هامِدٌ: قد تغيَّر وتَلَبَّدَ.

  والرّماد الهامِدُ: البالي المُتَلَبِّدُ بعضه على بعض.

  الأَصمعي: خَمَدَتِ النارُ إِذا سكَن


(١) قوله [الصحناءة] في القاموس والصحنا والصحناة ويمدان ويقصران أدام يتخذ من السمك الصغار مشه مصلح للمعدة.